وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات، ولكنه شاركه أحمد [٥/ ٣٣٤].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو أن في الجنَّة شجرة يسير الراكب في ظلها .. إلخ بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٩٦٣ - (٢٧٩٦)(١٥٦)(حدّثنا قتيبة بن سعيد حدّثنا ليث) بن سعد الفهمي المصري (عن سعيد بن أبي سعيد) كيسان (المقبري) المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (١٠) أبواب (عن أبيه) كيسان بن سعيد المقبري المدني الليثي مولاهم مولى أم شريك الليثية، ثقة، من (٢) روى عنه في (٩) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أنَّه قال: إن في الجنَّة لشجرة) عجيبة (يسير الراكب في ظلها) أي في كنفها وذراها وهو ما تستره أغصانها (مائة سنة) مما تعدون وقد يكون ظلها نعيمها وراحتها من قولهم عيش ظليل، وقال القرطبي: احتيج إلى تأويل الظل بما ذكر تحرزًا عن الظل في العرف لأنَّه ما يقي حر الشَّمس ولا شمس في الجنَّة ولا برد ولا حر وإنَّما هو نور يتلألأ اه من الأبي، قال ابن الجوزي: يقال إنَّها شجرة، ويؤيده ما أخرجه أحمد في مسنده [٣/ ٧١] عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النَّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: "طوبى لمن رآني" فقال له رجل: وما طوبي؟ قال:"شجرة في الجنَّة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنَّة تخرج من أكمامها" وفي إسناده ابن لهيعة، قال الحافظ في الفتح [٦/ ٤١٨] وله شاهد في حديث عتبة بن عبد السلمي عند أحمد والطبراني وابن حبان فهذا هو المعتمد خلافًا لمن قال: نكرت أي الشجرة للتنبيه على اختلاف جنسها بحسب شهوات أهل الجنَّة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٤١٨] والبخاري في تفسيره سورة الواقعة باب وظل ممدود [٤٨٨١] والترمذي في صفة الجنَّة باب ما جاء في صفة شجرة الجنَّة [٢٥٢٣] وابن ماجة في الزهد باب صفة الجنَّة [٤٣٩].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال: