للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ زُمْرَةِ تَلِجُ الْجَنَّةَ، صُوَرُهُم عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيلَةَ الْبَدْرِ. لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطونَ فِيهَا. آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ. وَمَجَامِرُهُمْ مِنَ الألوَّةِ. وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ. وَلِكُل وَاحِدٍ مِنْهُم زَوْجَتَانِ. يُرَى مُخُّ سَاقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْم. مِنَ الْحُسْنِ. لا اخْتِلَافَ بَينَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ. قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ. يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكرةً وَعَشِيًّا"

ــ

كذا وكذا (و) منها (قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أول زمرة) وفرقة (تلج) وتدخل (الجنَّة) من أمتي (صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها) أي في الجنَّة من البصاق وهو البزاق وهو ما يسيل من الفم من الماء الطبيعي (ولا يمتخطون) من المخاط وهو ما يسيل من الأنف من الماء الفاسد (ولا يتغوطون فيها) أي في الجنَّة (آنيتهم) التي يأكلون ويشربون فيها (وأمشاطهم) التي يسرحون بها الشعر (من الذهب والفضة و) بخور (مجامرهم من الألوة) أي من العود الهندي أي مثله (ورشحهم) أي عرقهم (المسك) أي كالمسك، والكلام في الكل على التشبيه البليغ (ولكل واحد منهم زوجتان) من الآدميات كما مر بسط الكلام فيه (يرى مخ) أي لب عظم (ساقهما من وراء اللحم) والعظم أي من داخلهما (من) شدة (الحسن) والجمال والصفاء، وقد مر الكلام في هذا القيد الذي زاده هنا (لا اختلاف) ولا تنازع (بينهم و) كذا (لا تباغض) ولا تحاسد بينهم (قلوبهم قلب واحد) أي كقلب رجل واحد في التحابب والتوادد (يسبحون الله) تعالى (بكرة وعشيًا) أي في مقدار البكر والعشايا، لأنَّه لا ليل ولا نهار في الجنَّة، وهذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام بل تسبيح شكر وتلذذ، وسيأتي تفصيله في حديث جابر رضي الله عنه. قوله: (ولكل واحد منهم زوجتان) أي من نساء الدُّنيا، والتثنية بالنظر إلى أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان، وقيل بالنظر إلى قوله تعالى: {جَنَّتَانِ} [الرحمن: ٤٦] {عَيْنَانِ} [الرحمن: ٦٦] فليتأمل اه قسطلاني. قوله: (من الحسن) أي والصفاء البالغ ورقة البشرة ونعومة الأعضاء. قوله: (بكرة وعشيًا) أي في مقدارهما إذ لا بكرة ثمة ولا عشية إذ لا طلوع ولا غروب يعلمون به ذلك، قيل سارة تحت العرش إذا نشرت يكون النهار لو كانوا في الدُّنيا، وإذا طويت يكون الليل لو كانوا فيها أو المراد الديمومة والله أعلم كذا في القسطلاني، وفي الرّواية الآتية يلهمون بهما فحينئذٍ لا حاجة لما ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>