وعبد الله بن نمير وعلي بن مسهر) القرشي الكوفيِّ، ثقة، من (٨)(عن عبيد الله بن عمر) بن حفص العمري المدني، ثقة، من (٥)(ح وحدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير حدّثنا محمَّد بن بشر) العبدي الكوفيِّ (حدّثنا عبيد الله) بن عمر (عن حبيب بن عبد الرحمن) بن حبيب بن يساف الأنصاري المدني، ثقة، من (٤) روى عنه في (٦) أبواب (عن حفص بن عاصم) بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٤) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذان السندان من سداسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: سيحان وجيحان والفرات والنيل كل) من هذه الأربعة قريبة (من أنهار الجنَّة) وشبيهة بها في البركة وكثرة منافعها وعذوبتها وكثرة إنباتها. قال القرطبي: هذه الأنهار الأربعة أكبر أنهار الإسلام، فالنيل بمصر، والفرات بالعراق، وسيحان وجيحان ببلاد خراسان، وظاهر هذا الحديث أن أصل هذه الأنهار ومادتها من الجنَّة كما تقدم في أحاديث الإسراء أن النيل والفرات يخرجان من أصل سدرة المنتهى، وقد نص عليه البُخاريّ ويحتمل أنَّها تشبه أنهار الجنَّة في عذوبتها وبركاتها، وأبعد من هذا احتمال أن يكون المراد بذلك أن الإيمان غمر بلاد هذه الأنهار وفاض عليها وأن غالب الأجسام المتغذية بهذه الأنهار مصيرها إلى الجنَّة، والله أعلم بمعنى هذا الحديث وهو من متشابهات الأحاديث والله أعلم اه من المفهم.
قال النووي: أعلم أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون فأمَّا سيحان وجيحان المذكوران في هذا الحديث اللذان هما من أنهار الجنَّة في بلاد الأرمن فجيحان نهر المصيصة، وسيحان نهر أذنة وهما نهران عظيمان جدًا أكبرهما جيحان فهذا هو الصواب في موضعهما، وأمَّا كون هذه الأنهار خرجت من الجنَّة على قول من يقول بذلك فلا سبيل إلى معرفة كنهها ولكن توجد لنهر النيل خصائص لا توجد في غيره من أنهار الدُّنيا فمنها أنَّه أطول نهر على وجه الأرض لأنَّ طوله أربعة آلاف ومائة واثنان وثلاثون ميلًا