(عن النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: يدخل الجنَّة) أولًا وإلا فيدخل الجنَّة كل مؤمن (أقوام أفئدتهم) أي قلوبهم في الرقة والضعف أو في الخوف والهيبة أو في التوكل (مثل أفئدة الطير) أي مثل قلوبها في ذلك، قال القرطبي: يحتمل أن يقال إنما شبهها بها لضعفها ورقتها كما قال في أهل اليمن: "هم أرق قلوبًا، وأضعف أفئدة" رواه أحمد والشيخان والترمذي، ويحتمل أنَّه أراد بها أنَّها مثلها في الخوف والهيبة، والطير على الجملة أكثر الحيوانات خوفًا وحذرًا، حتَّى قيل احذر من غراب، وقد غلب الخوف على كثير من السلف حتَّى انصدعت قلوبهم فماتوا، وقيل المراد متوكلون والله أعلم اهـ من المفهم.
وقال الطيبي: قد تقرر في علم البيان أن وجه الشبه إذا أضمر عم تناوله فيكون أبلغ مما لو صرح به فينبغي أن يحمل الحديث على المذكورات كلها ومن ثم خص الفؤاد بالذكر لأنَّه محل للصفات المذكورة دون القلب لأنَّه لحمة صنوبرية ليست محلًا لهذه الصفات كما بيناه في أول الكتاب نقلًا عن الحدائق.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات لكنَّه شاركه أحمد في مسنده [٢/ ٣٣١].
ثم استدل المؤلف على الجزء الثَّاني من الترجمة وهو كون أهل الجنَّة على صورة آدم بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٩٩٠ - (٢٨١٢)(١٧٢) حدَّثنا محمَّد بن رافع) القشيري، ثقة، من (١١) روى عنه في (١١) بابا (حدَّثنا عبد الرَّزاق) بن همام الحميري الصنعاني، ثقة، من (٩)(أخبرنا معمر) بن راشد (عن همام بن منبه) بن كامل اليماني (قال هذا ما حدَّثنا به أبو هريرة عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فذكر) همام (أحاديث) كثيرة (منها) قال