رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: كذا وكذا (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم): وهذا السند من خماسياته (خلق الله عزَّ وجل آدم) يوم خلقه في الجنَّة (على صورته) أي على صورة آدم التي كان عليها في الأرض إنسانًا كاملًا طويلًا سويًّا، قال القرطبي: هذا الضمير عائد على أقرب مذكور وهو آدم وهو أعم، وهذا هو الأصل في عود الضمائر ومعنى ذلك أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي كان عليها في الأرض طويلًا ستِّين ذراعًا لم ينتقل في النشأة أحوالًا ولا تردد في الأرحام أطوارًا إذ لم يخلقه صغيرًا فكبره ولا ضعيفًا فقواه بل خلقه رجلًا كاملًا سويًّا قويًّا بخلاف سنة الله في ولده، ويصح أن يكون معناه للإخبار عن أن الله تعالى خلقه يوم خلقه على الصورة التي كان عليها في الأرض وأنَّه لم يكن في الجنَّة على صورة أخرى ولا اختلفت صفاته ولا صورته كما تختلف صور الملائكة والجن والله تعالى أعلم. ولو سلمنا أن الضمير عائد على الله لصح أن يقال هنا إن الصورة بمعنى الصفة كصفة الكلام والفهم والعلم مثلًا وإن كانت ناقصة فانية مخالفة لصفة الله تعالى، وقد ذكرنا في قوله:(أول زمرة يدخلون الجنَّة على صورة القمر) فإن معناه على صفته من الإضاءة والجمال لا على صورته من الاستدارة اهـ من المفهم. قال النووي: والمراد أنَّه خلق في أول نشأته على صورته التي كان عليها في الأرض وتوفي عليها، وهي أنَّه (طوله ستون ذراعًا) ولم ينتقل أطوارًا كذريته، وكانت صورته في الجنَّة في الأرض لم تتغير (فلما خلقه) ونفخ فيه روحه (قال) الله له: (اذهب فسلم على أولئك النفر) والجماعة (وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع) منهم (ما يجيبونك) أي إجابة أجابوك بها (فإنها) أي فإن إجابتهم لك أي مثل ما أجابوك بها (تحيتك وتحية ذريتك) إلى يوم القيامة (قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: (فذهب) آدم إلى الملائكة (فقال) لهم: (السَّلام عليكم فقالوا) له: (السَّلام عليك ورحمة الله قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: (فزادوه) أي فزادت الملائكة في الرد على آدم لفظة (ورحمة الله قال)