وفي رواية لأحمد "مائة جزء" والجمع بينها وبين رواية المؤلف بأن المراد في كل منهما المبالغة في الكثرة لا العدد الخاص أو بأن الحكم للزائد لأنَّه لا ينافي الأقل، وزاد التِّرمذيُّ من حديث أبي سعيد "لكل جزء منها حرها" كذا في فتح الباري [٦/ ٣٣٤](قالوا) أي قال الحاضرون من الصّحابة (والله إن كانت) هذه الدنيوية (لكافية) في تعذيب الكفار (يا رسول الله) لو عذبوا بها، وإن مثل هذا الموضع مخففة من الثقيلة عند البصريين، وهذه اللام هي الفارقة بين إن النافية والمخففة من الثقيلة وهي عند الكوفيين بمعنى ما النافية واللام بمعنى إلَّا الاستثنائية، والتقدير عندهم ما كانت هذه إلَّا كافية، وعند البصريين إنَّها أي إن الشأن والحال لكانت كافية (قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في جوابهم (فإنها) أي فإن نار جهنم (فضلت عليها) أي على نار الدُّنيا (بـ) نسبة (تسعة وستين جزءًا كلها) أي كل واحد من هذه الأجزاء التسعة والستين حرارتها (مثل حرها) أي مثل حرارة نار الدُّنيا يعني أنَّها كانت فضلت عليها في المقدار والعدد بتسعة وستين جزءًا فضلت عليها في شدة الحر بتسعة وستين ضعفًا أعاذنا الله منها وجميع المسلمين اهـ من المفهم. وحاصل المعنى إن هذه النَّار لكافية في إحراق الكفار وعقوبة الفجار فهلا اكتفى بها ولأي شيء زيدت في حرها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في بدء الخلق باب صفة النَّار وأنها مخلوقة [٣٢٦٥]، والترمذي في صفة جهنم باب ما جاء أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم [٢٥٨٩] وكذا أحمد [٢/ ٣١٣].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٩٩٣ - (٠٠)(٠٠)(حدَّثنا محمَّد بن رافع حدَّثنا عبد الرَّزاق حدَّثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة معمر لأبي الزناد، ولكنها متابعة ناقصة، وساق معمر (عن النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم