للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال الله لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَقَال لِلنَّارِ: إنَّمَا أنتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِن عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَأمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ الله، تَبَارَكَ وَتَعَالى، رِجْلَهُ. تَقُولُ: قَطِ قَطِ قَطِ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ. ويُزْوَى بَعضُهَا إِلَى بعْضٍ. وَلَا يَظلِمُ الله مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا. وَأَمَّا الجَنَّةُ فَإنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلقًا".

٧٠٠٣ - (٢٨١٨) (١٧٨) وحدّثنا عُثمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ

ــ

القاضي: معناه سواد النَّاس وعامتهم من أهل الإيمان الذي لا يفطنون للسنة فيدخل عليهم الفتنة أو يدخلهم في البدعة أو غيرها، فهم ثابتو الإيمان وصحيحو العقائد وهم أكثر المؤمنين وهم أكثر أهل الجنَّة، وأمَّا العارفون والعلماء العاملون والصالحون والمتعبدون فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات العلى كما مر عن القرطبي (قال الله) عزَّ وجل (للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها، فأمَّا النَّار فلا تمتلئ حتَّى يضع الله) سبحانه (تبارك وتعالى رجله) المقدسة عليها، وفي الرّواية التي بعدها حتَّى يضع فيها (قدمه) وفي الرّواية الأولى فيضع (قدمه) عليها، وتقدم البحث عن قدم الله سبحانه ورجله آنفًا فراجعه، وزعم ابن الجوزي أن الرّواية التي جاءت بلفظ الرجل تحريف من بعض الرواة لظنه أن المراد بالقدم الجارحة فرواها بالمعنى فأخطأ ذكره الحافظ في الفتح [٨/ ٥٩٦] فـ (تقول) النَّار: (قط قط قط) أي يكفيني هذا، وفيه ثلاث لغات (قط) بالسكون (وقط) بالكسر بلا تنوين (وقط) بالتنوين (فهنالك تمتلئ ويزوى) أي يضم ويلف (بعضها إلى بعض) ولا تحتمل مزيدًا (و) لا ينشئ الله تعالى لها خلقًا يملؤها به لأنَّه (لا يظلم الله تعالى من خلقه أحدًا) لم يعمل سوءًا (وأمَّا الجنَّة فإن الله) تعالى (ينشئ لها خلقًا) لم يعمل خيرًا حتَّى تمتلئ فالثواب ليس موقوفًا على العمل.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما فقال:

٧٠٠٣ - (٢٨١٨) (١٧٨) (وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدَّثنا جرير) بن عبد الحميد (عن الأعمش عن أبي صالح) ذكوان السمان (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>