وهذا السند من خماسياته (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: احتجت الجنَّة والنَّار فذكر) أبو سعيد (نحو حديث أبو هريرة إلى قوله) سبحانه لهما (ولكليكما عليَّ ملؤها) بدل قول أبي هريرة ولكل واحدة، وهذا متابعة في الشاهد (و) لكن (لم يذكر) أبو سعيد (ما بعده) أي ما بعد قوله ولكل واحدة منكما (من الزيادة) التي زادها أبو هريرة يعني قوله: (فأمَّا النَّار فلا تمتلئ) إلخ.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنهما فقال:
٧٠٠٤ - (٢٨١٩)(١٧٩)(حدَّثنا عبد بن حميد) الكسي (حدَّثنا يونس بن محمَّد) بن مسلم البغدادي المؤدب ثقة، من (٩) روى عنه في (٨) أبواب (حدَّثنا شيبان) بن عبد الرحمن التميمي البصري ثم الكوفيّ، ثقة، من (٧) روى عنه في (٩) أبواب (عن قتادة حدَّثنا أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (إن نبي الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتَّى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه) المقدسة (فتقول) جهنم: (قط قط) أي حسبي حسبي أي كافيّ ما في (وعزتك) أي أقسمت لك بعزتك يا رب (وينزوي بعضها إلى بعض) قال الطبري: أن تنقبض على من فيها وتشتغل بعذابهم وتكف عن سؤال هل من مزيد، وقال الطبري أيضًا: جاء عن ابن مسعود ما في النَّار بيت ولا سلسلة ولا مقمعة ولا تابوت إلَّا وعليها اسم صاحبه فكل واحد من الخزنة ينتظر صاحبه الذي عرف اسمه وصفته، فإذا استوفى كل واحد منهم ما أمر به وما ينتظره قالت: قط قط أي حسبنا اكتفينا وحينئذ تنزوي جهنم على من فيها أي تجتمع وتنطبق اهـ أبي.