٧٠٠٨ - (٢٨٢٠)(١٨٠)(حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وتقاربا في اللفظ قالا: حدَّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: يجاء) ويؤتى (بالموت يوم القيامة كأنه) أي كان الموت (كبش أملح) أي أبيض، والكبش ذكر الضأن وكأنه صورة مثالية للموت وكان من الممكن أن يعدم الله تعالى الموت بغير أن تذبح صورته المثالية، ولكن الحكمة في ذبحها أن يشاهد النَّاس ذلك فيزدادوا بذلك وثوقًا واطمئنانًا بأن الموت لا يأتيهم بعد ذلك، وقال القرطبي: الحكمة في الإتيان بالموت هكذا الإشارة إلى أنَّه حصل لهم الفداء به كما فدي ولد إبراهيم بالكبش، وفي الأملح إشارة إلى صفتي أهل الجنَّة وأهل النَّار لأنَّ الأملح ما فيه بياض وسواد اهـ من فتح الباري في كتاب الرقاق [١١/ ٤٢٠]. قيل (الأملح) هو الأبيض الخالص قاله ابن الأعرابي، وقال الكسائي: الأملح هو الذي فيه بياض وسواد وبياضه أكثر من سواده اهـ نووي.
(زاد أبو كريب) في روايته (فيوقف) الموت (بين الجنَّة والنَّار واتفقا) أي اتفق أبو بكر وأبو كريب (في باقي الحديث فيقال) أي يقول الملك الموكل بالنداء (يا أهل الجنَّة هل تعرفون هذا) الكبش (فيشرئبون) أي يرفعون رؤوسهم لينظروا إلى الكبش أو إلى المنادي (وينظرون) إلى الكبش (ويقولون نعم) نعرفه، وقولهم (هذا) الكبش هو (الموت) تفسير للجواب ولعلهم يعرفونه بعلامة يجعلها الله تعالى في الكبش تدل على أنَّه صورة للموت، وعرفوا ذلك بإلهام من الله (قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم (ويقال يا أهل النَّار هل تعرفون هذا) الكبش (قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: (فيشرئبون) أي