للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بْنِ خِنْدِفَ، أبا بَني كَعْبٍ هَؤلاءِ، يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ"

ــ

رواية الأكثرين (بن خندف) بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الدال لقب امرأة إلياس بن مضر وهي أم قبيلة فلا تصرَّف، واسمها ليلى بنت عمران بن إلحاف بن قضاعة وإنَّما لقبت بخندف لمشيتها، والخندفة الهرولة واشتهر بنوها بالنسبة إليها دون أبيهم لأنَّ إلياس لما مات حزنت عليه زوجته خندف حزنًا شديدًا حتَّى هجرت أهلها ودارها وساحت في الأرض حتَّى ماتت فكان من رأى أولادها الصغار يقول من هؤلاء فيقال بنو خندف إشارة إلى أنَّها ضيعتهم اهـ من فتح الباري [٦/ ٥٤٨ و ٥٤٩].

وقوله: (أبا بني كعب) بن لؤي بالنصب بالألف بدل أو عطف بيان لعمرو بن لحي. وقوله: (هؤلاء) في محل الجر بدل أو صفة لبني يعني أن عمرو بن لحي كان أبًا وجدًا لبني كعب الحاضرين الآن أي المجودين في الدُّنيا. وقوله: (أبا بني كعب) هو الصَّحيح الصواب لأنَّ كعبًا أحد بطون خزاعة، ووقع في بعض الرِّوايات (أخا بني كعب) والصَّواب الأوَّل أي رأيت عمرو بن لحي جد بني كعب الموجودين الآن (يجر) أي يسحب (قصبه) بضم القاف وسكون الصاد، وهو مفرد الأقصاب وهي الأمعاء والمصارين (في النَّار) أي في عذاب جهنم لأنَّه أول من من سنة سيئة في العرب لأنَّه أول من غير دين إبراهيم عليه السَّلام فنصب الأوثان وسيب السوائب وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي كما رواه ابن إسحاق في سيرته الكبرى مرفوعًا، وذكر ابن إسحاق أن سبب عبادة عمرو بن لحي الأصنام أنَّه خرج إلى الشَّام وبها يومئذٍ العماليق وهم يعبدون الأصنام فاستوهبهم واحدًا منها، وجاء به إلى مكّة فنصبه إلى الكعبة وهو هبل، وكان عمرو بن لحي أبًا لخزاعة وكان أول من تولى أمر البيت بعد جرهم.

وقوله: (يجر قصبه) القصب بالضم المعنى وجمعه أقصاب، وقيل القصب اسم للأمعاء كلها، وقيل هو ما كان في أسفل البطن (في النَّار) لكونه استخرج من باطنه بدعة جر بها الجريرة إلى قومه اهـ مناوي.

وقوله: (أول من سيب) أي سن عبادة الأصنام بمكة وجعل ذلك دينًا وحملهم على التقريب إليها بتسييب السوائب أي إرسالها تذهب كيف شاءت اهـ مناوي.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في الأنبياء باب قصة خزاعة

<<  <  ج: ص:  >  >>