بها بعض جسدها لمن لا يحل لها (مميلات) أكتافهن وأعطافهن (مائلات) متبخترات في مشيتهن، وقال المازري:(مائلات) عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ فروجهن مميلات غيرهن إلى مثل فعلهن، وقيل:(مائلات) يمشطن المشطة الميلى وهي مشطة البغايا (مميلات) غيرهن إلى تلك المشطة (رؤوسهن كأسنمة) الإبل (البخت) مبتدأ وخبر، قال النووي: معناه يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرؤوس حتَّى تشبه أسنمة الإبل البخت (وفي اللسان البخت والبختية دخيل في العربيَّة أعجمي معرب وهي الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج، والفالج البعير ذو السنامين وهو الذي بين البختي والعربي) والمراد بالتشبيه بأسنمة البخت إنَّما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هنا وتكثرها بما يضفرنه حتَّى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما يميل السنام اهـ.
[قلت]: يعني بالعمائم: العمائم الكبار بخلاف اليسير منها الذي تدعو الحاجة إليه ويجوز أن يكون ذلك كناية عن طمحهن للرجال ولا يغضضن أبصارهن ولا ينكسن رؤوسهن.
وقوله:(المائلة) مبتدأ خبره (لا يدخلن الجنَّة) يعني أن النساء المائلة عن فعل الخير عما يلزمهن من حفظ فروجهن لا يدخلن الجنَّة أبدًا إن فعلن ذلك مستحلات له أو أولًا مع الفائزين إن فعلن ذلك معتقدات التحريم بغير استحلال له (ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة) أي من مسافة (كذا وكذا) كناية عن العدد المبهم نحو من مسيرة خمسمائة عام أو من مسيرة سبعين خريفًا، وتقول في إعرابه (مسيرة) مضاف (كذا) اسم لفظه مركب ومعناه مبهم مضاف إليها مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون البناء الأصل كما أشرنا إليه في شروحنا على الآجرومية في بعض مواضعها فراجعها. وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى بحديث آخر له فقال:
٧٠٢٢ - (٢٨٢٩)(١٨٩)(حدَّثنا) محمَّد بن عبد الله (بن نمير حدَّثنا زيد يعني ابن