الخدم الذين يكتفون بالشبهات والمحرمات التي سهل عليهم أخذها عما أبيح لهم وليس لهم داعية إلى ما وراء ذلك من أهل ومال، وقيل هم الذين يدورون حول الأمراء ويخدمونهم ولا يبالون من أي وجه يأكلون ويلبسون أمن الحلال أم من الحرام ليس لهم ميل إلى أهل ولا إلى مال بل قصروا أنفسهم على المأكل والمشرب اهـ.
(و) ثانيها (الخائن) فيما أؤتمن عليه كالوديعة (الذي لا يخفى) أي لا يظهر (له طمع) فيما أؤتمن عليه. وقوله (وإن دق) وقل ذلك الذي طمع فيه (إلا خانه) وكلمة ألا مقحمة أو بمعنى ثم أو بمعنى الفاء وإن غائية مؤخرة، والمعنى والخائن الذي لا يظهر له طمع في الوديعة مثلًا عند الإيداع ثم خان الذي ائتمنه في أمانته فأخذ منها شيئًا لينتفع به وإن دق وقل ذلك الذي أخذه فهو من أهل النار لخيانته، قال القرطبي: والخائن هو الذي يأخذ مما أؤتمن عليه بغير إذن مالكه ويخفى هنا بمعنى يظهر فهو من الأضداد يقال خفيت الشيء أي أظهرته وسترته اهـ.
وهذا هو القسم الثاني من أهل النار والطمع هنا مصدر بمعنى المفعول أي لا يخفى عليه شيء مما يمكن أن يطمع فيه وإن دق بحيث لا يكاد أن يدرك ألا وهو يسعى في التفحص عنه والتطلع إليه حتى يجده فيخونه وهذا هو الإغراق في الوصف بالطمع والخيانة، وذكر أهل اللغة أن كلمة خفي من الأضداد فتأتي بمعنى ظهر كما تأتي بمعنى استتر وجاءت هنا بمعنى لا يظهر أي لا يظهر له طمع وإن دق إلا سعى في تحصيله وإن كان بطريق الخيانة والله أعلم اهـ من التكملة. وما قلنا أولًا هو أوضح من جهة العربية.
(و) ثالثها (رجل لا يصبح) أي لا يدخل في الصباح (ولا يمسي) أي لا يدخل في المساء (إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك) فهو من إطلاق الطرفين وإرادة الكل، والمعنى ورجل لا يمر عليه زمن من الأزمان ليلًا ونهارًا إلا والحال أنه يريد خداعك في أهلك وزوجتك بفعل الفاحشة بها وفي مالك يأخذه ظلمًا سرقة أو غضبًا أو نهبًا فعن بمعنى في.
ورابعها ما أشار إليه الراوي بقوله (وذكر) النبي صلى الله عليه وسلم (البخل) أي صاحب البخل عن الواجبات في أهل النار (أو) ذكر النبي صلى الله عليه وسلم (الكذب)