(يعني) به (الكعبة) المشرفة (قوم ليست لهم منعة) أي عشيرة تحميهم عمن يظلمهم ويبغي عليهم بفتح النون وبكسرها وهي العشيرة التي تمنع عنهم الأعداء وهو بتحريك النون جمع مانع ككتبة جمع كاتب وبالسكون مصدر منع اهـ مفهم، أي ليس لهم من يحميهم ويمنعهم (ولا عدد) كثير يمنع عنهم العدو (ولا عدة) أي ولا أسلحة يدفعون بها عن أنفسهم (يُبعث إليهم) أي إلى هؤلاء الضعفاء اللاجئين إلى البيت (جيش) تقاتلهم وتأخذهم أي يبعث إليهم عدوهم جيشًا تقاتلهم وتنتهك حرمة البيت فيذهبون إلى البيت لقتالهم (حتى إذا كانوا) أي كان أولئك الجيش (ببيداء) أي بمفازة (من الأرض خُسف بهم) أي خسف الله بهم الأرض (قال يوسف) بن ماهك (وأهل الشام) يعني جيش يزيد بن معاوية (يومئذ) أي يوم إذا وقعت فتنة ابن الزبير (يسيرون إلى مكة) لقتال ابن الزبير الملتجئ إلى الحرم المكي (فقال عبد الله بن صفوان) الجمحي المكي (أما) حرف استفتاح وتنبيه أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (والله ما هو) أي ما الجيش الذي يُخسف به (بهذا الجيش) الذي أرسله يزيد بن معاوية إلى مكة لأخذ ابن الزبير كما قد ظهر أن هذا الجيش لم يُخسف به والذي أثار هذا الحديث في وقت عبد الله بن الزبير أن عبد الله بن الزبير لجأ إلى البيت عندما طالبه يزيد بن معاوية بأن يبايعه ففر من المدينة إلى مكة واستجار بالبيت ووافقه على رأيه ذلك جماعة على خلاف يزيد فجهز يزيد جيشًا من أهل الشام إلى مكة فحدّث الناس أن ذلك الجيش يُخسف به وذكروا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ قال لهم عبد الله بن صفوان: أما والله ما هو بهذا الجيش! كما ظهر أن ذلك الجيش لم يُخسف به اهـ من المفهم. وعبد الله بن صفوان هذا أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أشراف قريش وكان ممن يقوي أمر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ولما حوصر بابن الزبير أذن له ابن الزبير بأن يخرج من حزبه ليصون نفسه وقال: قد أذنت لك وأقلتك بيعتي، فأبى عبد الله بن صفوان أن يتركه في هذه الحالة حتى قُتل معه وهو متعلق بأستار الكعبة حكاه الزبير بن بكار كما في تهذيب