للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: "نَعَمْ. فِيهِمُ الْمُسْتَبصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ. يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا. وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى. يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ".

٧٠٧٢ - (٢٨٥٨) (٢٥) حدَّثنا أَبُو بَكرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ

ــ

المطيع والعاصي فكيف يخسف الله بهم لأن فيهم الصالح والمطيع تعني إنه قد يلحق بالجيش رجال في الطريق ليسوا منهم ولا يريدون ما يريده الجيش فكيف بهم، وفي رواية نافع بن جبير عند البخاري قلت: يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم) يجمع الطريق الأناس المختلفين عملًا وقصدًا (فيهم المستبصر) أي العارف لما يقصده الجيش العامد معهم مثل ما قصدوه من انتهاك حرمة بيت الله تعالى، وقال النووي: (المستبصر) المستبين لذلك القاصد له عمدًا اهـ (و) فيهم (المجبور) أي المكره الذي لم يخرج معهم عن اختيار وإنما أكرهوه على ذلك يقال أجبرته فهو مجبر هذه هي اللغة المشهورة، ويقال أيضًا فهو مجبور حكاها الفراء وغيره وجاء هذا الحديث على هذه اللغة (و) فيهم (ابن السبيل) فهو الذي يسلك الطريق معهم وليس منهم فكلهم (يهلكون مهلكًا واحدًا) أي يقع الهلاك على جميعهم معًا (ويصدرون) أي يبعثون ويرجعون إلى ربهم (مصادر) أي مراجع (شتى) أي مختلفة باختلاف نياتهم ومقاصدهم الحسن أو السيء فيجازون بحسبها كما ذكره بقوله (يبعثهم الله) تعالى (على نياتهم) أي يبعثهم الله ويجازيهم على حسب نياتهم المختلفة خيرًا أو شرًّا، وقال القرطبي (المستبصر) البصير بالأمور (والمجبور) المكره الذي لا حيلة له في دفع ما يُحمل عليه وهو من جبرت الرجل على الشيء يفعله فهو مجبور ثلاثيًّا ويقال أجبرته رباعيًّا وهو الأصح والأكثر فهو مجبر بفتح الباء (والمهلك) الهلاك ويصدرون يرجعون وأصل الصدر الرجوع عن موضع الماء (وشتى) أي مختلفين بحسب نياتهم اهـ من المفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في البيوع باب ما ذُكر في الأسواق [٢١١٨].

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو نزول الفتن كمواقع القطر بحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه فقال:

٧٠٧٢ - (٢٨٥٨) (٢٥) (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد

<<  <  ج: ص:  >  >>