للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال فَقُلتُ: مَا لَكَ وَلَهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ؟ إِن بَينَكَ وَبَينَهَا بَابًا مُغلَقًا. قَال: أفَيُكْسَرُ الْبَابُ أَم يُفْتَحُ؟ قَال: قُلْتُ: لَا. بَل يُكْسَرُ. قَال: ذلِكَ أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ أبَدًا. قَال: فَقُلْنَا لِحُذَيفَةَ: هَل كَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ البَابُ؟ قَال: نَعَم. كَمَا يَعْلَمُ أَن دُونَ غَدٍ الليلَةَ. إِنِّي حَدَّثتُهُ حَدِيثًا لَيسَ بِالأَغَالِيطِ.

قَال: فَهِبْنَا أَن نَسألَ حُذَيفَةَ: مَنِ

ــ

بموج البحر في شدتها وتواليها وتدافعها وكنى بذلك عن شدة المخاصمة وكثرة المنازعة وما ينشأ من ذلك من المشاتمة والمضاربة والمقاتلة والمسابقة.

(قال) حذيفة (فقلت) له (ما لك ولها يا أمير المومنين) أي ما بينك وبينها علاقة لأنها لا تظهر في حياتك أي ليس لها علاقة بك ولا لك بها علاقة (إن بينك) يا عمر (وبينها) أي وبين الفتنة التي تموج كالبحر (بابًا مغلقًا) لأنها لا تظهر في حياتك أي بابا سُدّ بالغلق يعني أن بينها وبين حياتك بابًا مغلقًا فلا تقع وأنت حي، وكان حذيفة يعلم أن عمر رضي الله عنه هو الباب ولكن لم يصرح بذلك تأدبًا معه ولكن فهم عمر ذلك (قال) عمر (أفيكسر الباب) الذي بيني وبينها (أم يُفتح قال) حذيفة (قلت) لعمر (لا) يفتح الباب (بل يُكسر) وكأنه كنى بالكسر عن القتل، وبالفتح عن موته الطبيعي (قال) عمر (ذلك) الكسر (أحرى) وأحق (أن لا يغلق أبدًا) قال ابن بطال: إنما قال ذلك لأن العادة أن الغلق إنما يمكن في الصحيح أما إذا انكسر فلا يتصور غلقه حتى يُجبر ويُصلح، وقال وقال الحافظ في الفتح [٦/ ٦٠٦] وقد وافق حذيفة على معنى روايته هذه أبو ذر فروى الطبراني بإسناد رجاله ثقات: أنه لقي عمر فأخذ بيده فغمزها فقال له أبو ذر: أرسل يدي يا قفل الفتنة، الحديث. وفيه أن أبا ذر قال: لا يصيبكم فتنة ما دام فيكم وأشار إلى عمر، وروى البزار من حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنه قال لعمر: يا غلق الفتنة فسأله عن ذلك؟ فقال: مررت ونحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هذا غلق الفتنة، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش" اهـ (قال) شقيق بن سلمة (فقلنا لحذيفة هل كان عمر يعلم من) هو (الباب قال) حذيفة (نعم) يعلم عمر من هو الباب علما يقينًا له (كما يعلم) يقينًا (أن دون غد) وقبله (الليلة) أي مجيئها وإنما علم ذلك (أني) أي لأني (حدّثته) أي حدثت عمر (حديثًا) في ذلك صحيحًا (ليس بالأغاليط) أي بالأخطاء (قال) شقيق (فهبنا) أي خفنا واستحيينا من (أن نسأل حذيفة من)

<<  <  ج: ص:  >  >>