للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَولَى خَالِدِ بنِ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا زُهَيرٌ، عَن سُهَيلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ: "مَنَعَتِ العِرَاقُ دِرهَمَهَا وَقَفِيزَهَا. وَمَنَعَتِ الشَّأمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا. وَمَنَعَت مِصْرُ إِردَبَّهَا وَدِينَارَهَا. وَعُدْتُم مِن حَيثُ بَدَأْتُم. وَعُدْتُم مِن حَيثُ بَدَأتم. وَعُدتُمْ مِن حَيثُ بَدَأتم"

ــ

الأموي مولاهم (مولى خالد بن خالد) أبو زكرياء الكوفي، ثقة، من (٩) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا زهير) بن معاوية الجعفي الكوفي، ثقة، من (٧) (عن سهيل بن أبي صالح) السمان، صدوق من (٦) (عن أبيه) أبي صالح ذكوان السمان، ثقة، من (٣) (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) إذا (منعت العراق) أي أهلها (درهمها وقفيزها) أي أبت وامتنعت من صرف زكاة نقودهم وحبوبهم وثمارهم تتبعًا لليهود والنصارى لسيطرتهم واستيلائهم على المسلمين في كل البلدان لنشرهم نظامهم ورفض المسلمين شريعتهم، والقفيز مكيال معروف في العراق يسع اثني عشر صاعًا وهو ثمانية مكاكيك يعني أنهم أبوا عن صرف زكاتهم تتبعًا بنظام النصارى وعملًا به (ومنعت الشام) أي أهلها (مديها) أي عن أن يصرفوا مديها (ودينارها) في الزكاة تمسكًا بنظام النصارى لغلبتهم على المسلمين كما هو شأن أغلب المسلمين اليوم في صلواتهم، والمدي بضم الميم وسكون الدال على وزن قفل مكيال معروف لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكًا والمكوك صاع ونصف فيكون المدى اثنين وعشرين صاعًا ونصف صاع (ومنعت مصر) أي أهلها (إردبها) بكسر الهمزة وسكون الراء وفتح الدال وتشديد الباء مكيال معروف لأهل مصر يسع أربعة وعشرين صاعًا (ودينارها وعدتم) الواو زائدة في وجوب إذا المقدرة أي إذا أبيتم من صرف زكاة أموالكم في نقودها وحبوبها وثمارها ورفضتم أصول دينكم عدتم أي رجعتم (من حيث بدأتم) أي رجعتم إلى الحالة كنتم عليها حيث بدأتم هذا الدين من الغرابة أي رجع دينكم إلى الغرابة كما كان عليها في حال بدايته وهو بمعنى حديث "بدأ الدين غريبًا وسيعود غريبًا"، وقوله (وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم) مرتين توكيد لفظي للمرة الأولى، قال القاضي عياض: وهذا الحديث بمعنى "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا" قال الأبي: وقوله (وعدتم من حيث بدأتم) يحتمل أن يكون الجواب والواو زائدة كواو الثمانية عند الفقهاء، وواو وفتحت عند المفسرين، ويحتمل أن لا تكون زائدة بل عاطفة والجواب محذوف تقديره يكون كذا وكذا على حسب ما يقتضيه المقام من التقديرات

<<  <  ج: ص:  >  >>