للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ. فَجَاءَ رَجُلٌ لَيسَ لَهُ هِجِّيرَى إلَّا: يَا عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ، جَاءَتِ الساعةُ. قَال: فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئًا. فَقَال: إِن الساعَةَ لَا تَقُومُ، حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ. ثُم قَال بِيَدِهِ هَكذَا - (وَنَحَّاهَا نَحوَ الشَّأمِ) - فَقَال: عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِسْلامِ ويجْمَعُ لَهُم أَهْلُ الإِسْلامِ. قُلْتُ: الرُّومَ تَعْنِي؟

ــ

خمس وثمانين (قال) يسير (هاجت) وعصفت (ريح) شديدة (حمراء بالكوفة) أحمرت بها السحاب ويبست بها الشجر وانكشفت الأرض فظهرت حمرتها (فجاء رجل) إلى عبد الله بن مسعود لم أر من ذكر اسمه (ليس له) أي لذلك الرجل (هجيري) بكسر الهاء وتشديد الجيم في آخرها ألف مقصورة، وضبطه أبو الفتح الشاشي التميمي هجيرًا على وزن فعيلًا بالتنوين، وضبطه العذري هجيرًا على وزن خمير (قلت) وكلاهما لغة صحيحة، قال الجوهري: الهجير مثل الفسيق الدأب والعادة والديدن وكذلك الهجِّيرى والإهجِيرى، يقال ما زال ذلك هجيراه وإهجيراه وإجرياه أي دأبه وعادته، قال غيره: وهجيرى أفصحها أي فجاء رجل إلى ابن مسعود ليس له دأب وعادة وديدن في محاورته مع ابن مسعود إذا استغرب شيئًا (إلا) قوله (يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة) وقامت القيامة يعني أن هذا الرجل كلما رأى شيئًا استغربه جاء إلى عبد الله بن مسعود، وقال: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة، فلما رأى الريح الحمراء تهيج زعم أن القيامة جاءت فأتى عبد الله بن مسعود وأخبره بزعمه. وهذا السند من سباعياته (قال) يسير (فقعد) ابن مسعود (وكان) عبد الله أولًا (متكئًا) أي معتمدًا على شيء (فقال) عبد الله (إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة) يعني أن القيامة لا تقوم حتى يقع قتال شديد يكثر فيه القتل بحيث لا يكون لمورث من يرث ماله ولا يفرح المنتصرون بما غنموا من الأموال لأن حزنهم على قتلاهم أشد من ذلك (ثم قال) عبد الله أي أشار (بيده هكذا) أي رفعها (ونحاهما) أي وجهها (نحو الشام) أي جهة الشام (فقال) عبد الله (عدو) مبتدأ خبره (يجمعون) وسوغ الابتداء بالنكرة قصد الإبهام أو وصفه بصفة محذوفة أي عدو عظيم يجمعون ها هنا أي في الشام جيشًا وسلاحًا (لأهل الإسلام) أي لقتالهم، وفي المشكاة لأهل الشام (ويجمع) أيضًا (لهم) أي لقتال الأعداء (أهل الإسلام) جيشًا وسلاحًا، قال يسير (قلت) لابن مسعود (الروم) بالنصب على أنه مفعول مقدم لـ (تعني)

<<  <  ج: ص:  >  >>