للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّهُم لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ قَاعِدٌ. قَال فَقَالتْ لِي نَفْسِي: ائْتِهِم فَقُمْ بَينَهُمْ وَبَينَهُ. لَا يَغتَالُونَهُ. قَال: ثُمَّ قُلْتُ: لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُم. فَأتَيتُهُمْ فَقُمْتُ بَينَهُمْ وَبَينَهُ. قَال فَحَفِظْتُ مِنْهُ أربَعَ كَلِمَاتٍ. أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي. قَال: "تَغْزُونَ جَزِيرَةَ العَرَبِ، فَيَفْتَحُهَا اللهُ. ثُمَّ فَارِسَ، فَيَفْتَحُهَا اللهُ. ثُم تَغْزُونَ الرُّومَ، فَيَفتَحُهَا اللهُ. ثُم تَغْزُونَ الدَّجَّال، فَيَفْتَحُهُ اللهُ"

ــ

من الرمل، قال القرطبي: أي وقفوا أمامه فوقف لهم أو استدعوا منه ذلك أي الوقوف لهم يعني أنهم وصلوا إليه صلى الله عليه وسلم بقرب الأكمة والأكمة التل الصغير (فإنهم) أي فإن أولئك القوم (لقيام) أي لقائمون قدامه صلى الله عليه وسلم (ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد) بينهم (قال) نافع (فقالت لي نفسي أئتهم) أي ائت هؤلاء القوم وجئهم (فقم بينهم وبينه) صلى الله عليه وسلم فـ (لا يغتالونه) أي لا يقتلون النبي صلى الله عليه وسلم غيلة وهي القتل في غفلة وخفاء وخديعة وهذا خطاب منه لنفسه يعني قلت في نفسي أنه ينبغي لي أن آتيهم وأذهب إليهم فأقوم بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم أعراب جلف فلا يبعد منهم أن يكونوا أرادوا به سوءًا فيغتالوا النبي صلى الله عليه وسلم أي يقتلوه غيلة وخديعة (قال) نافع (ثم قلت) لنفسي (لعله) صلى الله عليه وسلم (نجي) أي متحدث (معهم) سرًّا، والنجي هو المناجي أي المتحدث مع غيره في خلوة، قال نافع (فأتيتهم) أي جئتهم (فقمت بينهم وبينه) صلى الله عليه وسلم كأنه احتاط فقام بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستطيع أن يدافع عنه على احتمال اغتيالهم وتبين له أنه إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر إليهم شيئًا لا يحب أن يظهره على غيرهم فإنه يمنعه عن القيام هناك فلما لم يمنعه ظهر أن الأمر ليس سرًّا (قال) نافع (فحفظت منه) صلى الله عليه وسلم (أربع كلمات أعدهن) لحفظهن (في) أصابع (يدي) فـ (قال): رسول الله صلى الله عليه وسلم (تغزون) أيتها الأمة (جزيرة العرب فيفتحها الله) تعالى عليكم لأن الخطاب للمسلمين من حيث كونهم أمة وليس للحاضرين فقط، قال القرطبي: هذا الخطاب وإن كان لأولئك القوم الحاضرين فالمراد هم ومن كان على مثل حالهم من الصحابة والتابعين الذين فتحت بهم تلك الأقاليم المذكورة ومن يكون بعدهم من أهل هذا الدين الذين يقاتلون في سبيل الله إلى قيام الساعة ويرجع معنى هذا الحديث إلى معنى الحديث الآخر الذي فيه "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على

<<  <  ج: ص:  >  >>