الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم إلى قيام الساعة" رواه أحمد والترمذي اهـ من المفهم.
والحاصل أن جزيرة العرب كلها ستفتح للمسلمين ووقع الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وجزيرة العرب أرضهم التي نشؤوا فيها وسميت جزيرة لأنها مجزورة بالبحار والأنهار أي مقطوعة بها من الجزر وهو القطع، وقيل لأنها جزرت بالبحار التي أحدقت بها اهـ مفهم، قال في المرقاة: وقد تقدم تفسيرها ومجمله على ما حُكي عن مالك مكة والمدينة واليمامة واليمن؛ والمعنى تغزون بقية جزيرة العرب أو جميعها بحيث لا يُترك فيها كافر والخطاب للصحابة أو للأمة اهـ منه.
قال القاضي: قال الخليل: سُميت جزيرة لإحاطة البحار والأنهار بها عن فارس وبحر الحبشة ودجلة والفرات، وقال الأصمعي: جزيرة العرب ما لم يبلغه ملك فارس من أقصى عدن إلى ريف العراق، وعرضها من جدة إلى ساحل البحر إلى أطراف الشام، وقال الشعبي: هي في الطول ما بين قصر أبي موسى بالعراق إلى أقصى اليمن، وفي العرض ما بين رمل قبرص إلى منقطع السماوة، وعن مالك هي المدينة، وعن المغيرة هي مكة والمدينة واليمامة واليمن، وحكى إسماعيل القاضي عن مالك، وقال أيضًا: هي كل بلد لم تملكه الروم ولا فارس اهـ من الأبي.
(ثم) تغزون (فارس فيفتحها الله) تعالى لكم (ثم تغزون الروم فيفتحها الله) تعالى لكم كما وقع ذلك حيث افتتح فارس والشام زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبقية بلاد الروم بعده (ثم تغزون الدجال فيفتحه الله) تعالى لكم، أما هذا الأمر الرابع فمنتظر إن شاء الله تعالى، قال النووي: ويروى (فيفتحها) بضمير المؤنث وضمير المذكر يحتمل أن يعود على الدجال، ومعنى فتحه قتله على يد عيسى - عليه السلام -، ويحتمل أن يعود على ملكه، وضمير المؤنث يعود على مملكته بأرضه التي يغلب عليها اهـ (قال) جابر (فقال) أبي (نافع يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث ابن ماجه في الفتن باب الملاحم [٤١٤٣]، وأحمد [٤/ ٢٣٧].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو ذكر الآيات