الصحابة هل (سمعتم بمدينة) أي ببلدة (جانب) أي نصف (منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا) أي قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم (نعم) سمعناها (يا رسول الله، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يغزوها) أي حتى يجاهد تلك المدينة (سبعون ألفًا من بني إسحاق) قال القاضي: كذا هو في جميع أصول صحيح مسلم (من بني إسحاق) بن إبراهيم عليهما السلام، قال بعضهم: المعروف المحفوظ من بني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب وهذه المدينة هي القسطنطينية المذكورة فيما سبق (فإذا جاؤوها نزلوا) قريبًا منها (فلم يقاتلو) ها (بسلاح) من السيوف والرماح (ولم يرمو) ها (بسهم) ولا نبل ولا مقلاع بل (قالوا) أي ذكروا الله بقولهم (لا إله إلا الله والله أكبر فـ) ـإذا قالوها مرة (يسقط أحد جانبيها) أي يتهدم أو يسقط في البحر.
قوله (سمعتم بمدينة جانب منها) .. إلخ أي هل سمعتم بتقدير همزة الاستفهام، قال الشارح: هذه المدينة في الروم، وقيل الظاهر أنها قسطنطينية، وفي القاموس هي دار ملك الروم وفتحها من أشراط الساعة وارتفاع سورها أحد وعشرون ذراعًا وكنسيتها مستطيلة وبجانبها عامود عالٍ في دور أربعة أنواع تقريبًا وفي رأسه فرس من نحاس وعليه فارس وفي إحدى يديه كرة من ذهب وقد فتح أصابع يده الأخرى مشيرًا بها وهو صورة قسطنطين بانيها اهـ، ويحتمل أنها مدينة غيرها بل هو الظاهر لأن قسطنطينية تفتح بالقتال الكثير وهذه المدينة تفتح بمجرد التهليل والتكبير اهـ مرقاة.
قال الحاكم بعد إخراج هذا الحديث في المستدرك [٤/ ٤٧٦] يقال إن هذه المدينة هي القسطنطينية وليس المراد من هذا الفتح ما وقع بيد السلطان محمد فاتح في سنة (٨٥٧) هـ وإنما يقع هذا الفتح المذكور في حديث الباب قبل خروج الدجال بقليل بجيش فيهم المهدي المنتظر والله أعلم.
قوله (يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق) بن إبراهيم، قال المظهر من أكراد الشام