للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال ثَوْرٌ: لَا أعْلَمُهُ إِلَّا قَال: "الَّذِي فِي الْبَحْرِ. ثُم يَقُولُوا الثانِيَةَ: لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَاللهُ أكبَرُ. فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ

ــ

هم من بني إسحاق النبي - عليه السلام - وهم مسلمون اهـ وهو يحتمل أن يكون معهم غيرهم من بني إسماعيل وهم العرب أو غيرهم من المسلمين واقتصر على ذكرهم تغليبًا لهم على من سواهم، ويحتمل أن يكون الأمر مختصًّا بهم قاله ملا علي اهـ من ذهني، ولكن ذكر القرطبي احتمالًا أن ما وقع في الرواية صحيح وإنما نُسب العرب في هذه الرواية إلى إسحاق - عليه السلام - لأنه عمهم وقد يُنسب الشخص إلى عمه كذا في الأبي.

قوله (فلم يقاتلوهم بسلاح) .. إلخ ظاهره أن مدينة قسطنطينية لا تُفتح حينئذ بالأسلحة والقتال وإنما تُفتح بالتهليل والتكبير فقط، وقد يتعارض هذا مع ما مر في باب فتح القسطنطينية من حديث أبي هريرة حيث ذكر فيه فيُقاتلون فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا ويُقتل ثلثهم أفضل الشهداء ويفتح ثلث لا يفتنون أبدًا فيفتحون قسطنطينية، وحاول الأبي أن يجمع بين الحديثين وحاصل ما ذكره أن القتال المذكور في هذا الحديث الأخير إنما يقع قبل فتح القسطنطينية، وقد ذكر فيه أن الثلث من هؤلاء المقاتلين الذين يقدر لهم النصر في القتال يفتتحون القسطنطينية بعد هذا النصر ولم يذكر هناك طريقة افتتاحهم للقسطنطينية والمذكور هنا أنهم سيفتحونها بالتهليل والتكبير فلا تعارض بين الحديثين هذا ما ذكره الأبي رحمه الله تعالى فتأمل. وقال أبو الحسن السندي في حاشيته (ص ٨٧) كأنهم يقاتلون الكفرة أولًا حتى إذا غلبوهم يقصدون البلدة فيدخلون فيها بلا قتال ثان عند دخولهم البلدة والله أعلم. قال القرطبي: وعلى هذا فالفتح الذي يكون مقارنًا لخروج الدجال هو الفتح المراد من هذه الأحاديث لأنها اليوم بأيدي الروم دمرهم الله تعالى. قوله (قالوا لا إله إلا الله والله أكبر) جملة مستأنفة أو حال بتقدير قد اهـ ذهني.

(قال ثور) بن زيد بالسند السابق (لا أعلمه) أي لا أظن أبا هريرة (إلا قال) فيسقط أحد جانبيها (الذي في البحر ثم يقولوا) المرة (الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر) الذي في البر. قوله (ثم يقولوا الثانية ثم يقولوا الثالثة وقوله فيدخلوها فيغنموا بإسقاط نون الرفع في هذه الأفعال الأربعة في النسخ التي بأيدينا متونًا وشروحًا ولهذا أبقيناها على حالها ولكن لم يظهر لي وجه السقوط ثم وجدتها في المشكاة من غير إسقاط نونها اهـ دهني. (قلت) إسقاطها للتخفف على لغة من يسقطها للتخفيف اللفظي

<<  <  ج: ص:  >  >>