للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَال لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: "تَرِبَتْ يَدَاكَ. أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَقَال: لَا. بَلْ تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ. فَقَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ذَرْنِي. يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى أَقْتُلَهُ. فَقَال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: "إِنْ يَكُنِ الَّذِي تَرَى، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ"

ــ

النجار ولعله كان من اليهود الذين كانوا حلفاء لبني النجار فلذلك نُسب إليهم واشتبه أمره على المسلمين فوقع لهم شك أنَّه هو المسيح الدجال وسبب ذلك ما أخرجه أحمد في مسنده [٢/ ٣٦٨] من حديث جابر: قال ولدت امرأة من اليهود غلامًا ممسوحة عينه والأخرى طالعة نائتة فأشفق النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون هو الدجال.

(فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - تربت يداك) أي افتقرت يداك والتصقتا بالتراب، قال ابن الأثير: ترب الرجل إذا افتقر أي لصق بالتراب وأترب إذا استغنى وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر به كما يقولون: قاتله الله، وقيل معناها لله درك، وقال بعضهم: هو دعاء على الحقيقة اهـ نووي (أتشهد أني رسول الله فقال) ابن صياد (لا) أشهد بأنك رسول الله (بل تشهد) أنت يا محمد بـ (أني رسول الله فقال عمر بن الخطاب) - رضي الله عنه - (ذرني) أي اتركني (يا رسول الله حتى أقتله) أي كي أقتله (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) لعمر بن الخطاب (إن يكن) ابن صياد هذا هو الدجال (الذي ترى) وتظن أنَّه يفتن الناس (فلن تستطيع) يا عمر، ولن تقدر (قتله) لأنك لست بقاتله بل قاتله عيسى ابن مريم عليهما السلام.

وهذا الحديث مما تفرد به المؤلف عن الأئمة الستة لكنه شاركه أحمد [١/ ٤٥٧].

وأخرج الترمذي في جامعه [رقم ٢٢٤٨] عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عامًا لا يولد لهما ولد ثمَّ يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة تنام عينه ولا ينام قلبه" ثمَّ نعت لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه فقال: "أبوه طوال ضرب اللحم كأن أنفه منقار وأمه فرضاخية" (وفسره في رواية أحمد بعظيمة الشدقين) فقال أبو بكرة فسمعنا بمولود في اليهود بالمدينة فذهبت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه فإذا نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عامًا لا يولد لنا ولد، ثمَّ ولد لنا

<<  <  ج: ص:  >  >>