للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ. فَقَالتْ لابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ، (وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ)، هَذَا مُحَمَّدٌ. فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ. فَقَال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ".

قَال سَالِمٌ: قَال عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ

ــ

مغطيًا (في قطيفة) أي في كساء مخمل (له) أي لابن صياد (فيها) أي في تلك القطيفة (زمزمة) أي صوت خفي لا يكاد يُفهم أو لا يُفهم، والقطيفة كساء له خمل أي هدب، قوله (زمزمة) يقال زمزم يزمزم زمزمة من باب زلزل إذا صوت وقيل في شأن ماء زمزم سميت به لصوت كان من جبريل عندها يشبه الزمزمة، وذكر النووي أن هذا اللفظ وقع في أكثر نسخ مسلم بزايين معجمتين (زمزمة) ووقع في بعضها برائين مهملتين (رمرمة) ووقع في البخاري بالوجهين والرمرمة برائين الحركة (فرأت أم ابن صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو) أي والحال أنه - صلى الله عليه وسلم - (يتقي) أي يستتر (بجذوع النخل) وأصولها (فقالت) أمه ونادته (لابن صياد يا صاف وهو اسم ابن صياد) وهو منادى مرخم صافي بالضم على لغة من لا ينتظر وبالكسر على لغة من ينتظر (هذا محمد) يختلك (فثار ابن صياد) أي نهض من مضجعه ووثب وقام بسرعة، وفي رواية للبخاري في الشهادات (فتناهى ابن صياد) أي أمسك عما كان يقوله (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو تركته) أمه على حاله أي لو لم تخبره أمه ولم تعلمه بمجيئنا لـ (بين) لنا من حاله ما نعرف به حقيقة أمره وهذا يقتضي الاعتماد على سماع الكلام وإن كان السامع محتجبًا عن المتكلم إذا عرف صوته اهـ، قال الطبري: أي كان يعبّر عن حاله في نومه هل هو الدجال أم لا. وقد يشكل هذا مع قوله - صلى الله عليه وسلم - رفع القلم عن ثلاثة فذكر النائم حتى ينتبه والإجماع على أن النائم لا يؤاخذ بما صدر منه من قول أو غيره. ويجاب بأن هذا ليس من باب المؤاخذة وإنما هو من باب النظر في قرائن الأحوال فإن النائم الغالب عليه أنه يتكلم في نومه بما يكون له وعليه في حال اليقظة فلعله - صلى الله عليه وسلم - كان ينتظر أن يخرج منه في حال نومه ما يدل على حاله دلالة خاصة اهـ.

و(قال سالم) بن عبد الله أيضًا بالسند السابق (قال) لنا (عبد الله بن عمر) - رضي الله عنهما - (فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) خطيبًا (في الناس فأثنى على الله بما هو

<<  <  ج: ص:  >  >>