للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّال فَقَال: "إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ. مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ. لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ. وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ. تَعَلَّمُوا أَنَّهُ أَعْوَرُ. وَأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى لَيسَ بِأَعْوَرَ".

قَال ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ؛ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قَال، يَوْمَ حَذَّرَ النَّاسَ الدَّجَّال: "إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ كَافِرٌ

ــ

أهله ثم ذكر) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الدجال) الذي يأتي في آخر الزمان (فقال إني لأنذركموه) أي لأنذركم من فتنته وأخوفكم عنها (ما من نبي) من الأنبياء (إلا وقد أنذره) أي أنذر وخوّف منه (قومه) أي أمته لشدة فتنته، قال الأبي: إنما أنذروه قومهم لعظم فتنته بما يظهر على يديه من الفتن ولما لم يتعين لواحد منهم زمن خروجه توقع كل منهم أن يخرج في زمن أمته فبالغ في التحذير منه فيجب الإيمان بخروجه والعزم على معاداته لو أدركه وصدق اللجأ إلى الله تعالى في الحفظ منه اهـ (لقد أنذره) أي أنذر وخوّف منه (نوح) - عليه السلام - (قومه) مع أنهم في أوائل الزمان (ولكن أقول لكم) أيتها الأمة (فيه) أي في الدجال أي في الإنذار منه (قولًا لم يقله نبي) من الأنبياء في إنذاره (لقومه) وذلك قولي هذا (تعلموا) قال النووي: اتفق الرواة على ضبطه بفتح العين واللام المشددة ومعناه اعلموا وتحققوا وأيقنوا يقال تعلم بفتح اللام المشددة بمعنى اعلم، وقال ذلك تنبيهًا على صفاته الدالة على الحدوث والنقص المنزه عنها الخالق تعالى وإنما هو تنبيه للعقول القاصرة لأن من عجز عن إزالة نقصه فهو عن غيره أعجز فلا يصلح للألوهية اهـ من الأبي، أي اعلموا وانتبهوا (أنه) أي أن الدجال الفتّان (أعور) إحدى عينيه اليمنى أو اليسرى على الخلاف المذكور فيه (وأن الله تبارك وتعالى ليس بأعور) وسيأتي تفصيل علامات الدجال في الباب اللاحق إن شاء الله تعالى (قال ابن شهاب) بالسند السابق أخبرني غير عمر بن ثابت (وأخبرني) أيضًا (عمر بن ثابت الأنصاري) الخزرجي المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٢) بابين الصوم والفتن (أنه) أي أن عمر (أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) والجهالة في الصحابة لا تضر في السند (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حذر) وخوّف (الناس الدجال) أي فتنته (إنه) أي إن الشأن والحال (مكتوب بين عينيه كافر) أي حروف هذه الكلمة هكذا "كـ فـ ر" كما

<<  <  ج: ص:  >  >>