للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعْتُ. قَال: فَزَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِيَ حَتَّى تَكَسَّرَتْ، وَأَمَّا أَنَا، فَوَاللهِ مَا شَعَرْتُ.

قَال: وَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنينَ فَحَدَّثَهَا فَقَالتْ: مَا تُرِيدُ إِلَيهِ؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ قَال: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُهُ عَلَى النَّاسِ غَضَبٌ يَغْضَبُهُ"

ــ

صياد أي صوت بأنفه وصاح نخيرًا (كأشد نخير حمار سمعتـ) ـه ينخر وقد ضربه ابن عمر بعصًا له حتى انكسرت لشدة موجدته عليه، والنخير صوت الأنف يعني مد النفس في الخيشوم يقال نخر ينخر نخيرًا من بابي ضرب ونصر إذا صوّت بأنفه (قال) ابن عمر (فزعم) أي قال (بعض أصحابي) ورفقتي الذين كانوا معي في ذلك الوقت (أني ضربته) أي ضربت ابن صياد (بعصا كانت معي حتى تكسرت) تلك العصا، قال ابن عمر (وأما أنا فوالله ما شعرت) ولا علمت حين ضربته، وكون ابن عمر لم يشعر بضربه لابن صياد بالعصا حتى تكسرت كان ذلك لشدة موجدته عليه وكأنه تحقق منه أنه الدجال (قال) ابن عمر (وجاء) ابن صياد (حتى دخل على) حفصة (أم المؤمنين) رضي الله تعالى عنها (فحدّثها) أي فحدّث ابن صياد لحفصة خبر ما جرى بيني وبينه (فقالت) لي حفصة (ما تريد إليه) أي أي حاجة تريد منه حتى أوصلتك إلى ضربه (ألم تعلم) يا أخي (أنه قد قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن أول ما يبعثه) أي يبعث الدجال ويخرجه (على الناس) في آخر الزمان (غضب يغضبه) انفكت عنه بسببه سلسلته والله أعلم.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث ثمانية: الأول حديث ابن مسعود ذكره للاستدلال به على الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستشهاد، والثالث حديث جابر ذكره للاستشهاد، والرابع حديث أبي سعيد الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والخامس حديث أبي سعيد الثالث ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والسادس حديث أبي سعيد الرابع ذكره للاستشهاد، والسابع حديث ابن عمر ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والثامن حديث ابن عمر الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>