فزعم أصحابه أن ابن صياد كان كذلك أي كان اليوم أكثر أصحابه مالًا وولدًا، ولعل مراده أن مثل هذا القول الجازم لا يقال إلا بالوحي فقولكم هذا يدل على أنكم تزعمون فيه أنه يُوحى إليه، وعبارة القرطبي مثل هذا الخبر لا يتوصل إليه إلا بالنقل ولم يكن عندهم شيء يعتمدونه إلا الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مرفوع بالمعنى لا باللفظ فكأنه قال ابن عمر لبعض أصحاب ابن صياد: أخبرني بعضكم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالًا وولدًا".
(قال) ابن عمر (فتحدثنا) مع بعض أصحابه تلك اللقية أي في المرة الأولى (ثم فارقته) أي فارقت ابن صياد، قال الطبري: ولا يُتوهم أن الخطاب لابن صياد لأنه لم يتكلم معه في هذه اللقية وإنما تكلم معه في المرة الثانية المذكورة بقوله (قال) ابن عمر (فلقيته) أي لقيت ابن صياد (لقية أخرى) أي مرة أخرى، قال القرطبي: كذا وقع (لقية) بضم اللام لأكثرهم والصواب الفتح في اللام من لقية لأنه مرة من اللقاء ولم يحكه ثعلب إلا بضمها (وقد نفرت) بالنون والفاء المفتوحتين أي والحال أنه (قد نفرت) أي ورمت ونتأت أي خرجت وارتفعت (عينه) قال القاري في المرقاة [١٠/ ٢٢٧] وكأن الجلد ينفر من اللحم للداء الحادث بينهما، وذكر القاضي عياض في ضبطه وجوهًا، والظاهر أنها كلها تصحيف (قال) ابن عمر (فقلت) لابن صياد (متى فعلت عينك ما أرى) عليها من الورم والنتوء أي متى تورمت عينك ونتأت (قال) ابن صياد لابن عمر (لا أدري) ولا أعلم متى تورمت ونفرت (قال) ابن عمر (قلت) لابن صياد (لا تدري وهي في رأسك) والكلام على تقدير همزة الاستفهام الإنكاري أي أفلا تدري ولا تعلم متى تورمت عينك، والحال أنها في رأسك (قال) ابن صياد لابن عمر (إن شاء الله خلقها) أي خلق الله هذه العلة الموجودة في عيني أو خلق الله هذه العين المعيبة (في عصاك) أي بسبب عصاك (هذه) الموجودة في يدك أي خلق الله هذه العلة الموجودة في عيني بسبب ضربك إياها بعصاك هذه الموجودة في يدك، قال في المرقاة: أي خلق هذه العلة أو هذه العين المعيبة في عصاك بحيث لا تدري وهي أقرب شيء إليك اهـ (قال) ابن عمر (فنخر) ابن