ذهب نورها، وغير المهموز التي نتأت وطفت مرتفعة وفيها ضوء وقد سبق في كتاب الإيمان بيان هذا كله وبيان الجمع بين الروايتين في أنه جاء في رواية وأعور العين اليمنى وفي رواية أعور العين اليسرى، وكلاهما صحيح، والعور في اللغة العيب وعيناه معيبتان عوراوان وأن إحداهما طافئة بالهمز لا ضوء فيها والأخرى طافية بلا همز ظاهرة ناتئة اهـ نووي.
ثم إنه وقع في هذا الحديث أن العوراء هي عين الدجال اليمنى، ووقع في حديث حذيفة الآتي قريبًا أنه أعور العين اليسرى فذهب بعض العلماء إلى ترجيح حديث ابن عمر على حديث حذيفة بكثرة رواة حديث ابن عمر ولكن جمع القاضي القاضي عياض بينهما بأن كل واحدة من عيني الدجال معيبة عوراء فإحداهما معيبة بذهاب ضوئها حتى ذهب إدراكها والأخرى معيبة بنتوئها والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع كثيرة جدًّا زهاء ثمانية أبواب منها في الفتن باب ذكر الدجال [٧١٢٣ و ٧١٢٧]، وأبو داود في السنة باب في الدجال [٤٧٥٧] والترمذي في الفتن باب ما جاء في علامة الدجال، وأحمد [٢/ ٣٧].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٧١٨٧ - (. .)(. .)(حدثني أبو الربيع) الزهراني سليمان بن داود البصري (وأبو كامل) الجحدري فضيل بن حسين البصري (قالا حدثنا حماد وهو ابن زيد) بن درهم الأزدي البصري، ثقة، من (٨)(عن أيوب) السختياني (ح وحدثنا محمد بن عباد) بن الزبرقان المكي، نزيل بغداد، صدوق، من (١٠) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل) العبدري مولاهم مولى بني عبد الدار أبو إسماعيل المدني، صدوق، من (٨) روى عنه في (١٢) بابا (عن موسى بن عقبة) بن أبي عياش بتحتانية ومعجمة الأسدي المدني، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٠) أبواب (كلاهما) أي كل من أيوب وموسى رويا (عن نافع عن ابن عمر) - رضي الله عنهما - (عن النبي - صلى الله عليه وسلم -) وهذان السندان من خماسياته، غرضه بيان متابعة أيوب وموسى لعبيد الله بن عمر وساقا (بمثله) أي بمثل حديث عبد الله بن عمر لفظًا ومعنى.