حتى استأصلناهم أي قد قتلنا من كان ظاهرًا فيها وقد مر أن عيسى - عليه السلام - وأصحابه يكونون محصورين مستورين (هلم) أي هلموا وأقبلوا إلى قتال من في السماء (فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم) أي بسهامهم واحده نشابة (إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دمًا) أي ملطخة به (وفي رواية ابن حجر) لفظة (فإني قد أنزلت) وأخرجت (عبادًا لي) من مقرهم (لا يدي) أي لا قدرة (لأحد) من الناس (بقتالهم) أي على قتالهم بدل قول زهير بن حرب في روايته (إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم).
قوله (مخضوبة دمًا) استدراجًا لهم مع احتمال إصابة سهامهم لبعض الطيور فيكون فيه إشارة إلى إحاطة فسادهم بالسفليات والعلويات اهـ من المرقاة.
قوله (لا يدي لأحد) يدي تثنية يد حذفت نونه للتخفيف أو لغة وإعرابه يدي في محل النصب اسم لا مبني على الياء نيابة عن الفتح لأن لفظه من المثنى الذي رفعه بالألف ونصبه وجره بالياء، وعبارة محمد الدهني (قوله لا يدي لأحد بقتالهم) وفي رواية غيره لا يدان لأحد كما سبق على كون لفظة لا: لا المشبهة بليس فهو مرفوع بالألف، وأما في هذه الرواية فهي لنفي الجنس تعمل عمل إن ولكن لم يظهر لي وجه سقوط نون التثنية من يدي اللهم إلا أن يقال وجهه على إجرائه مجرى الإضافة لأحد والله أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب ستة أحاديث: الأول حديث ابن عمر ذكره للاستدلال به على الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث أنس ذكره للاستشهاد به وذكر فيه متابعتين، والثالث حديث حذيفة بن اليمان ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والرابع حديث أبي مسعود الأنصاري ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والخامس حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد، والسادس حديث النواس بن سمعان ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة والله سبحانه وتعالى أعلم.