للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَنْتَهِي إِلَى بَعْضِ السِّبَاخِ الَّتِي تَلِي الْمَدِينَةَ. فَيَخْرُجُ إِلَيهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيرُ النَّاسِ، أَوْ مِنْ خَيرِ النَّاسِ. فَيَقُولُ لَهُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثَهُ. فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيتُهُ، أَتَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ:

ــ

حديث أنس (قوله حديثًا طويلًا عن الدجال) وقد ورد عن أبي سعيد عدة أحاديث في صفة الدجال يمكن أن تكون مأخوذة من هذا الحديث الطويل الذي لم يذكره هنا بطوله فمنها ما مر في قصة ابن صياد أن الدجال يهودي وأنه لا يُولد له، ومنها ما ورد عنه عند أبي يعلى والبزار ومعه مثل الجنة والنار وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى كلما خرجا من قرية دخل أوائلها وهو عند أحمد بن منيع مطوّل وسنده ضعيف، وفي رواية أبي الودّاك عن أبي سعيد رفعه في صفة عين الدجال أيضًا وفيه (معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء وصورة النار سوداء تدخن) اهـ فتح الباري [٣/ ١٠٢].

(فينتهي) أي يصل (إلى بعض السباخ التي تلي المدينة) وتتصل بها والسباخ جمع سبخة بفتحات وهي الأرض الرملة التي لا تنبت لملوحتها وهذه صفة أرض خارج المدينة من غير جهة الحرة يعني أنه لا يُمكّن من دخول المدينة فينزل في هذه الأرض (فيخرج إليه) أي إلى الدجال (يومئذ) أي يوم إذ قارب المدينة (رجل هو خير الناس) أي أفضل المؤمنين علمًا وعملًا (أو) قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (من خير الناس) والشك من الراوي أو ممن دونه (فيقول) ذلك الرجل للدجال (أشهد أنك الدجال الذي حدَّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه) وخبره، وفي رواية عطية عند أبي يعلى والبزار "والمؤمنون متفرقون في الأرض فيجمعهم الله فيقول رجل منهم والله لأنطلقن فلأنظرن هذا الذي أنذرناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمنعه أصحابه خشية أن يفتتن به فيأتي حتى إذا أتى أدنى مسلحة من مسالحه أي في معسكر الدجال أخذوه فسألوه ما شأنه فيقول أريد الدجال الكذاب فيكتبون إليه بذلك فيقول: أرسلوا به إليّ فلما رآه عرفه" وعطية ضعيف وقد وُثّق (فيقول الدجال) وزاد عطية في روايته المذكورة قبل ذلك "فيقول له الدجال لتطيعني فيما آمرك به أو لأشقنك شقتين فينادي: يا أيها الناس هذا المسيح الكذاب فيقول الدجال" للناس (أرأيتم) أي أخبروني (إن قتلت هذا) الرجل المنكر لي (ثم أحييته أتشكون) أي هل تشكون (في الأمر) أي في ألوهيتي وربوبيتي (فيقولون) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>