للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَينَ رِجْلَيهِ. قَال: ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَينَ الْقِطعَتَينِ. ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: قُمْ. فَيَسْتَوي قَائِمًا. قَال: ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أَتُؤْمِنُ بِي؟ فَيَقُولُ: مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً. قَال: ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. قَال: فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذبَحَهُ. فَيجْعَلَ مَا بَينَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا، فَلَا يَسْتَطِيعُ إِلَيهِ سَبِيلًا

ــ

وسط رأسه إلى رجليه (حتى يُفرّق) ويفصل (بين رجليه) قوله (فيؤشر بالمنشار) هكذا الرواية بالهمزة فيهما وهو الأفصح ويجوز تخفيف الهمزة فيهما فتُجعل في الأول واوًا وفي الثاني ياء ويجوز المنشار بالنون فيقال نشرت الخشبة وعلى الأول يقال أشرتها والمنشار آلة تشق بها الخشبة (من مفرقه) والمفرق موضع فرق الشعر من الرأس إلى القرنين وإلى القفا والناصية وهو وسطه، قوله (حتى يفرّق بين رجليه) بالبناء للمجهول مخففًا ومشددًا اهـ ملا علي (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ثم) بعد شقه (يمشي الدجال بين القطعتين) أي بين الشقتين (ثم يقول) الدجال (له) أي للرجل (قم) حيًّا (فيستوي) أي فينتصب الرجل (قائمًا) أي مستويًا (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ثم يقول) الدجال (له) أي للرجل (أتؤمن بي) أي هل تصدق بربوبيتي (فيقول) الرجل للدجال (ما ازددت فيك) أي في شأنك أيها الدجال بما فعلت بي من الإماتة والإحياء (إلا بصيرة) أي معرفة ويقينًا بأنك دجال كذاب (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ثم يقول) الرجل للناس وينادي فيهم بقوله (يا أيها الناس إنه) أي إن الدجال (لا يفعل بعدي) أي بعدما فعل بي ما فعل (بأحد من الناس) شيئًا من الإحياء والإماتة (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فيأخذه) أي فيأخذ (الدجال) ذلك الرجل (ليذبحه فيُجعل) بالبناء للمفعول أي فيجعل الله تعالى (ما بين رقبته) أي ما بين رقبة ذلك الرجل وما يليها (إلى ترقوته) أي ترقوة ذلك الرجل (نحاسًا) وحديدًا (فلا يستطيع) الدجال أي لا يجد (إليه) أي إلى قطعه (سبيلًا) أي طريقًا، والترقوة بفتح التاء وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو وهو العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق ولكل إنسان ترقوتان، قال علي القاري في المرقاة: قوله يُجعل (نحاسًا) المعنى أن الله تعالى يجعل ما بين رقبته إلى ترقوته صلبًا كالنحاس لا يعمل فيه السيف ولا السكين بناء على أنه مبني للمجهول وما بين رقبته نائب فاعل له ونحاسًا مفعول ثان، ورُوي بفتح الياء على البناء للفاعل وفاعله

<<  <  ج: ص:  >  >>