ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بن عمرو المذكور بحديث آخر له - رضي الله عنهما - فقال:
٧٢٠٧ - (٢٩٢٠)(٨٧)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة، من (٩) روى عنه في (١١) بابا (عن أبي حيان) يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي المدني، من تيم الرّباب، ثقة، من (٦) روى عنه في (٦) أبواب (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، ثقة، من (٣) روى عنه في (١٠) أبواب (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص - رضي الله عنهما -. وهذا السند من خماسياته (قال) عبد الله بن عمرو (حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا لم أنسه بعد) أي الآن ثم بيَّن ذلك الحديث بقوله (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إن أول الآيات) والأمارات التي تدل على قرب الساعة أي إن أولها (خروجًا) أي ظهورًا (طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى) فإن قيل كل منهما ليس بأول الآيات لأن بعض الآيات وقعت قبله قلت الآيات إما أمارات دالة على قربها فأولها بعثة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -أو أمارات متتالية دالة على وقوعها وحصولها، والآيات المذكورة في هذا الحديث من هذا القسم قاله في المبارق، وأجاب عنه المناوي بقوله يعني الآيات الغير المألوفة وإن كان الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج قبلها لأنها مألوفة اهـ وقال الطيبي في شرح المشكاة [١٠/ ١٠٦] فإن قيل طلوع الشمس من مغربها ليس بأول الآيات لأن الدخان والدجال قبله أجيب بأن الآيات إما أمارات دالة على قرب قيام الساعة، وإما أمارات دالة على قيام الساعة وحصولها بالفعل، ومن الأول الدخان وخروج الدجال ونحوهما ومن الثاني ما نحن فيه من طلوع الشمس من مغربها والرجفة وبس الجبال وخروج النار وطردها إلى المحشر إنما سُمي ما هنا أولًا لأنه مبدأ القسم الثاني اهـ (وأيهما) أي أي هاتين العلامتين (ما)