في صف النساء التي تلي ظهور القوم) من الرجال (فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته جلس على المنبر وهو) - صلى الله عليه وسلم - (يضحك فقال: ليلزم كل إنسان) منكم (مصلاه) أي الموضع الذي صلّى فيه (ثم قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أتدرون) أي هل تعلمون (لم جمعتكم) ومنعتكم من القيام (قالوا الله ورسوله أعلم) فـ (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إني والله ما جمعتكم لرغبة) فيكم لغرض من الأغراض كبعث البعوث وإطعام المحاويج (ولا لرهبة) عليكم أي لخوف عليكم من هجوم الأعداء لتستعدوا لهم. وهذا الكلام يؤيد كلام الأبي المذكور آنفًا (ولكن جمعتكم) لأخبركم خبرًا عجيبًا سمعته من تميم الداري وذلك (لأن تميمًا الداري كان) أولًا (رجلًا نصرانيًّا فجاء) إليّ (فبايعـ) ـني على الإسلام (وأسلم وحدثني حديثًا) عجيبًا (وافق) الحديث (الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال) أي في شؤون مسيح الدجال وخروجه في أمتي.
"وأما ترجمة تميم" فهو تميم بن أوس بن خارجة الداري نسبة إلى الدار بن هانئ من بني لخم كان راهب عصره وعابد أهل فلسطين وقيل نسبه إلى جده الدار بن هانئ بن حبيب وقيل نسبه إلى دارين وهو اسم موضع في بلاد البحرين تُجلب إليه العطور من بلاد الهند، والأول أصح، أبو رقية بقاف وتحتانية مصغرًا الصحابي المشهور - رضي الله عنه - وكان راهب أهل فلسطين، أسلم سنة تسع هو وأخوه نعيم، ولهما صحبة، قدم المدينة وغزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أول من أسرج السراج في المسجد رواه الطبراني من حديث أبي هريرة وأول من قصَّ - من العظة - وذلك في عهد عمر رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وكذا رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة أنه كان يعظ الناس قبل صلاة الجمعة انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان وسكن فلسطين وكان النبي - صلى