البطن الذي هي منه بل هي من بني محارب بن فهر وهو من بني عامر بن لؤي هذا كلام القاضي، والصواب أن ما جاءت به الرواية صحيح والمراد بالبطن هنا القبيلة لا البطن الذي هو أخص منها والمراد أنه ابن عمها مجازًا لكونه من قبيلتها فالرواية صحيحة ولله الحمد (وهو) أي عبد الله (رجل من بني فهر فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه) وفي القاموس والفهر بكسر الفاء وسكون الهاء قبيلة من قريش وهو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وقريش كلهم يُنسبون إليه خرج به فهر بمعنى الحجر وفهر بمعنى مدرسة اليهود ولم أر فهرًا بمعنى القبيلة إلا من قريش والتقييد بقريش بيان للمعلوم فلا مفهوم له والله أعلم (فانتقلت إليه) أي إلى بيت ابن أم مكتوم وكنت معه حتى انقضت عدتي وحللت للأزواج. وقوله (فلما انقضت عدتي) شرط جوابه محذوف تقديره فلما انقضت عدتي وحللت للأزواج زوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسامة بن زيد وكنت معه في جوار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و (سمعت) يومًا (نداء المنادي) في المسجد النبوي (منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بدل من الأول أو عطف بيان منه (ينادي) ذلك المنادي بقوله (الصلاة جامعة) ليجتمع الناس لخطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال الأبي: الأظهر أنه ليس دعاء للصلاة وإنما المراد به الاجتماع لأمر مهم كما يقتضيه الحديث ولكنه يخالفه ظاهر الحديث إلا أن يقال إن المراد بهذا النداء الآذان لا خصوص هذه الكلمة لأن القصة بعد ما شرع الآذان وليس ينادى بها للفرائض فلم أر من ذكر اسم تلك الصلاة هل هي الظهر أم العصر؟ والله أعلم. وقول المنادي (الصلاة جامعة) فيه من أوجه الإعراب أربعة رفعهما ونصبهما ورفع الأول ونصب الثاني ونصب الأول ورفع الثاني، وقد بسطنا الكلام في إعرابها بما لا مزيد عليه في حاشيتنا على كشف النقاب فراجعها إن شئت، قوله (فخرجت) معطوف على سمعت والمعنى قالت فاطمة وسمعت يومًا نداء المنادي في المسجد فخرجت (إلى المسجد) النبوي تعني أني سمعت الآذان فخرجت إلى المسجد (فصليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت