هلباء كأحمر وحمراء اهـ مفهم، قال الأبي: هذا بناء على أن هذه الدابة تمشي على أربع وهو المناسب لقوله ما يعرف قبله من دُبره إذ لو كان منتصب القامة لم يخف ذلك ولكن مخاطبتهم لها وقولهم ما أنت يدل على أنها إنسان منتصب القامة وهو نص الطريق الآخر حيث قال فلقيهم إنسان اهـ من الأبي، وقوله (كثير الشعر) تفسير لقوله أهلب (لا يدرون) أي لا يعلمون (ما قبله من دُبره من كثرة الشعر، فقالوا) لتلك الدابة (ويلك) أي ألزمك الله الويل والهلاك (ما أنت) أي أي حنس أنت من الحيوان، قال القرطبي: اعتقدوا فيها أنها مما لا يعقل فاستفهموا عنها بـ (ما) ثم إنها بعد ذلك كلمتهم كلام من يعقل وعند ذلك رهبوا أن تكون شيطانة أي خافوا ذلك (فقالت) في جواب سؤالهم (أنا الجساسة) بفتح الجيم وتشديد السين الأولى على وزن علامة، قيل سمت نفسها بذلك لتجسسها أخبار الدجال، من التجسس وهو الفحص عن أخبار الشيء والبحث عنها كما سبق (قالوا) لها (وما) معنى قولك أنا (الجساسة؟ قالت) لهم (أيها القوم انطلقوا) أي اذهبوا (إلى هذا الرجل) الساكن (في الدير) بفتح الدال وهو في الأصل صومعة رهبان النصارى والمراد به هنا القصر كما سيأتي (فإنه) أي فإن ذلك الرجل (إلى خبركم) أي إلى استخباركم جار ومجرور متعلق بقوله (بالأشواق) وهو خبر إن والتقدير فإنه ملتبس بالشوق والعشق إلى استخباركم عن خبر أهل الأرض أي شديد العشق والمحبة إلى استخباركم، قال السنوسي: قوله (فإنه إلى خبركم بالأشواق) أي شديد الشوق إليه حتى كأن الأشواق ملصقة به أو كأنه مهتم بها اهـ منه (قال) تميم الداري (لما سمت) تلك الدابة وذكرت (لنا رجلًا) لا نعرفه (فرقنا) بكسر الراء أي خفنا (منها أن تكون شيطانة) وغولًا، وجملة أن في تأويل مصدر مجرور على كونه بدلًا من ضمير منها أي خفنا من كونها شيطانة (قال) تميم (فانطلقنا) أي ذهبنا من عندها إلى الدير (سراعًا) أي مسرعين (حتى دخلنا) أي حتى وصلنا إلى (الدير) ودخلناها (فإذا فيه) أي في الدير (أعظم) أي