أكبر (إنسان رأيناه قط) أي فيما مضى من الزمن (خلقًا) أي أكبره جثة أو أهيبه هيئة، وجملة رأيناه صفة إنسان احترز به عمن لم يروه ولما كان هذا الكلام في معنى ما رأينا مثله صح قوله قط الذي يختص بنفي الماضي، وقوله (وأشده وثاقًا) معطوف على قوله أعظم إنسان على كونه مبتدأ مؤخرًا خبره مقدم عليه أي وإذا فيه أشد إنسان وثاقًا، والوثاق بفتح الواو وقد يكسر القيد أي وإذا فيه أعجب إنسان مقيد بالسلاسل تقييدًا شديدًا، وإذا فجائية أي فلما دخلنا الدير فاجأنا رؤية أعظم إنسان خلقًا وأشده وثاقًا بالقيد، وقوله (مجموعة يداه إلى عنقه) بالرفع صفة لأعظم أي فإذا فيه أعظم إنسان مغلولة يداه إلى عنقه أي مربوطة يداه إلى عنقه بالغل والسلسلة، وقوله (ما بين ركبتيه إلى كعبيه) بدل اشتمال من يداه، وقوله (بالحديد) متعلق بمجموعة أي مجموعة يداه إلى عنقه بالحديد مجموع ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد يعني كانت يداه وساقاه مجموعة إلى عنقه بالحديد فـ (قلنا) له (ويلك) أي ألزمك الله الويل (ما أنت) أي أي جنس أنت هل أنت من الإنس أم من الجن أم من الشيطان؟ فـ (قال) لنا ذلك الرجل (قد قدرتم على خبري) أي قد وصلتم أنتم إلى حال تمكنتم فيه من الاطلاع على خبري لأني سأخبركم بذلك (فأخبروني ما أنتم) أي من أنتم؟ فيه استعمال ما في العاقل أي من أي جنس أنتم من بني آدم؟ أمن العرب أم من الفرس أم من الروم أم من غيرهم؟ فـ (قالوا) فيه التفات مقتضى السياق أن يقال فقلنا له (نحن) معاشر الحاضرين عندك (أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر) أي وافقناه (حين اغتلم) أي حين هاج موجه وارتفع وجاوز حده المعتاد، والاغتلام في الأصل أن يتجاوز الإنسان ما حُدّ له من الخير والمباح اهـ نووي (فلعب بنا الموج شهرًا) أي منعنا من الوصول إلى المقصد ومن الرجوع إلى الوطن (ثم أرفأنا) أي التجأنا وخرجنا (إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها) أي في أقرب السفينة وأخرياتها فنزلنا منها (فدخلنا الجزيرة فلقيتنا) أي استقبلتنا (دابة