أهلب) أي غليظة الشعر (كثير الشعر لا يُدرى) ولا يُعلم (ما) هو (قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا) لها (ويلك ما أنت) أيتها الدابة (فقالت) لنا (أنا الجساسة) فـ (قلنا) لها (وما الجساسة) فـ (قالت) لنا (اعمدوا) أي اقصدوا وانطلقوا (إلى هذا الرجل) الجالس (في الدير) أي في هذا القصر (فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا) أي توجهنا (إليك سراعًا) أي مسرعين (و) قد (فزعنا) أي فجعنا (منها ولم نأمن من أن تكون) تلك الدابة (شيطانة، فقال) لنا ذلك الرجل (أخبروني عن نخل بيسان) بفتح الباء الموحدة وسكون الياء، ذكر الطيبي أنها قرية بالشام وزاد ابن الملك وقال الحموي في معجم البلدان [٢/ ٥٢٦] مدينة بالأردن بالغور الشامي ويقال هي لسان الأرض وهي بين حوران وفلسطين وبها عين الفلوس يقال إنها من الجنة وهي عين فيها ملوحة يسيرة جاء ذكرها في حديث الجساسة وتُوصف بكثرة النخل وقد رأيتها مرارًا فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين وهو من علامات خروج الدجال وهي بلدة وبئة حارة أهلها سُمر اللون جعد الشعور لشدة الحر الذي عندهم، ثم ذكر في الأخير أن هناك موضعًا آخر اسمه بيسان وهو باليمامة ثم قال: والذي أراه أن هذا الموضع هو الموصوف بكثرة النخل لأنهم إنما احتجوا على كثرة نخل بيسان بقول أبي دؤاد الأيادي:
نخلات من نخل بيسان أينعـ ... ـن جميعًا ونبتهن تؤام
وتدلّت على مناهل برد ... وفليج من دونها وسنام
والله سبحانه وتعالى أعلم.
فـ (قلنا) له (عن أبي شأنها) أي عن أبي شأن نخلها وحالها (تستخبر) فـ (قال أسألكم عن نخلها هل يُثمر) الآن أم لا (قلنا له نعم) يثمر نخلها (قال) ذلك الرجل (أما) أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (إنه) أي إن الشأن والحال (يوشك) أي يقرب (أن لا