للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٢٤٤ - (٢٩٣٧) (١٠٤) حدَّثنا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا هَمامٌ. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: أَتَيتُ النَّبِيّ صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ وَهُوَ يَقْرَأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: ١]. قَال: "يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي. مَالِي. (قَال): وَهَلْ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ، مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أكلْتَ فَأفْنَيتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأبْلَيتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأمْضَيتَ؟ "

ــ

٧٢٤٤ - (٢٩٣٧) (١٠٤) (حدثنا هداب بن خالد) بن الأسود القيسي البصري، ثقة، من (٩) روى عنه في (٧) أبواب (حدثنا همام) بن يحيى بن دينار الأزدي البصري، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٢) بابا (حدثنا قتادة عن مطرف) بن عبد الله بن الشخير العامري البصري، ثقة، من (٢) روى عنه في (٩) أبواب (عن أبيه) عبد الله بن الشخير العامري البصري رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) عبد الله (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ) سورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} يعني شغلكم الإكثار من الدنيا ومن الالتفات إليها عما هو الأولى بكم من الاستعداد للآخرة، وهذا الخطاب للجمهور إذ جنس الإنسان على ذلك مفطور كما قال تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١)} [القيامة: ٢٠ - ٢١]، وكما قال: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} [آل عمران: ١٤] فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما فرغ من قراءة السورة (يقول ابن آدم: مالي مالي) أي يا مالي ويا مالي أو هذا مالي وهذا مالي يعني يفرح بنسبة المال إلى نفسه ويفتخر به فيكثر في كلامه من ذكر المال أي يغتر بنسبة المال إليه وكونه في يديه حتى ربما يعجب به ويفخر به ولعله ممن تعب هو في جمعه ويصل غيره إلى نفعه ثم أخبر بالأوجه التي ينتفع بالمال فيها فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلتـ) ـه (فأفنيتـ) ـه أي أعدمته بالأكل (أو) إلا ما (لبستـ) ـه (فأبليتـ) ـه أي فأخلقته (أو) إلا ما (تصدقتـ) ـه (فأمضيتـ) ـه أي أنفذت التصدق به وأعطيته وأوصلته إلى المحتاج وأكملت عطاءك له وأتممته لينتفع به يعني هل يحصل لك من ذلك المال وينفعك في المآل إلا ما كان داخلًا في هذه الثلاثة إما أن يكون طعامًا لك فانتفعت به بالأكل أو أن يكون لباسًا لك فتمتعت بلبسه حتى يبلى أي يخلق من كثرة اللبس أو يكون صدقة أمضيتها لتكون ذخرًا لك في الآخرة، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام البليغ إلى أن القسمين الأولين وإن كانا نافعين في الجملة ولكن نفعهما محدود

<<  <  ج: ص:  >  >>