للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيدَةَ بْنَ الجرَّاحِ إِلَى البحْرَينِ. يَأتِي بِجِزْيَتِهَا. وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلمَ هُوَ صَالحَ أهْلَ البَحرَينِ. وَأمرَ عَلَيهِمُ العَلاءَ بْنَ الْحَضرَميِّ. فَقَدِمَ أَبُو عُبَيدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحرَين. فَسَمِعَتِ الأَنصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيدَةَ. فَوَافَوْا صَلاةَ الفَجرِ مَعَ رَسُولِ الله صلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ. فَتَعَرَّضُوا لَهُ. فَتَبَسَّمَ

ــ

مخرمة. وهذا السند من سباعياته، وفيه رواية صحابي عن صحابي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة) عامر بن عبد الله (بن الجراح) رضي الله عنه (إلى البحرين) اسم للبلد المشهور بلفظ التثنية، وكان غالب أهلها إذ ذاك المجوس، وذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد قسمة الغنائم بالجعرانة أرسل العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى عامل البحرين يدعوه إلى الإسلام فأسلم وصالح مجوس تلك البلاد على الجزية اهـ فتح الباري [٦/ ٢٦٢] حالة كون أبي عبيدة (يأتي بجزيتها) أي يأخذ جزية أهل البحرين منهم ويأتي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين) على أداء الجزية للمسلمين وكانوا مجوسًا (و) كان صلى الله عليه وسلم (أمر) وولى (عليهم) أي على أهل البحرين (العلاء بن الحضرمي) الصحابي المشهور رضي الله عنه واسم الحضرمي عبد الله بن مالك بن ربيعة، وكان من أهل حضرموت فقدم مكة فخالف بني مخزوم ويقال إن أصله من أهل فارس فأسر حتى اشتراه رجل من حضرموت ثم افتداه رجل وقدم به إلى مكة فعتق وأقام بها حتى وُلد له أولاد، وتزوج أبو سفيان ابنته الصعبة، ثم تزوجها عبيد الله بن عثمان والد طلحة، أحد العشرة، فولدت له طلحة اهـ فتح الباري (فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين) أي بجزية أهلها (فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة) بمال البحرين (فوافوا) أي فوافت الأنصار (صلاة الفجر) أي حضروا صلاة الصبح (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي جاؤوا فاجتمعوا عند صلاة الصبح معه صلى الله عليه وسلم ليقسم بينهم ما جاء به أبو عبيدة لأنهم أرهقتهم الحاجة والفاقة التي كانوا عليها لا الحرص على الدنيا ولا الرغبة فيها ولذلك قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشروا وأملوا ما يسركم" وهذا تهوين منه عليهم ما هم فيه من الشدة وبشارة لهم بتعجيل الفتح عليهم اهـ مفهم (فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) صلاة الصبح أي فرغ منها (انصرف) أي قام وذهب من مصلاه (فتعرضوا له) أي استقبلوه في عرضه وقاموا قدامه (فتبسم

<<  <  ج: ص:  >  >>