للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَبَعَثَ إلَيهِمْ مَلَكًا. فَأتى الأبرَصَ فَقَال: أَي شَيءٍ أَحَبُّ إلَيكَ؟ قَال: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيذهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَني الناسُ. قَال: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنهُ قَذَرُهُ. وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا. قَال: فَأيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إلَيكَ؟ قَال: الإبِلُ، (أَوْ قَال: الْبَقَرُ. شَكَّ إسحَاقُ) -إلَّا أَنَّ الأَبرَصَ أَو الأقرَعَ قَال أَحَدُهُمَا: الإبِلُ. وَقال الآخَرُ: الْبَقَرُ- قَال: فَأُعطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ

ــ

فإن كان لغير علة بل لطبيعة فيسمى أصلع، والأعمى من ذهب بصره (فبعث إليهم ملكًا) جملة مفسرة للابتلاء (فأتى) الملك في صورة آدمي (الأبرص فقال) الملك للأبرص (أي شيء) من أنواع النعم (أحب إليك قال) الأبرص أحب الأشياء إليَّ (لون حسن وجلد حسن ويذهب عني) بالنصب عطفًا على لون فهو على تقدير أن نظير قول الشاعر:

ولُبْسُ عباءة وتقرَّ عيني

قاله الشارح، وقال الطيبي: هو بالرفع بمعنى المصدر كقوله تسمع بالمعيدي .. الخ أي ويذهب عني المرض (الذي قد قذرني الناس) بسببه وهو البرص بفتح الباء وكسر الذال أي وأحب إليّ أن يذهب عني المرض الذي قد قذرني الناس من أجله أي عدّوني قذرًا ونفروا مني أي كرهني الناس واشمأزوا من رؤيتي وعدّوني مستقذرًا اهـ دهني، وفي رواية قد قذروني فهو على لغة أكلوني البراغيث (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (فمسحه) أي فمسح الملك الأبرص بيده (فذهب عنه قدره) أي برصه (وأُعطي) الأبرص (لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا، قال) له الملك (فأي المال أحب إليك قال) الأبرص للملك أحب المال إليَّ (الإبل أو قال) الأبرص للملك أحب المال إلي (البقر) قال همام (شك إسحاق) بن عبد الله فيما قاله ابن أبي عمرة، وقوله (إلا) استدراكية بمعنى لكن استدرك بها على قوله (قال الإبل أو قال البقر) لأنه يوهم أن كلًّا منهما من كلام الأبرص فرفعه بقوله لكن (أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما) أحب المال إلي (الإبل وقال الآخر) منهما أحب المال إليّ (البقر، قال) النبي صلى الله عليه وسلم (فأعطي) ذلك الأبرص (ناقة عشراء) أي حاملة قريبة الولادة، والعشراء بضم العين وفتح الشين والراء ممدودًا الحامل التي مضى عليها من يوم طرقها الفحل عشرة أشهر وهي من أنفس أموال العرب اهـ قسطلاني، قال القرطبي: لقُرب ولادتها ورجاء لبنها، وفي الصحاح العشار بالكسر جمع عشراء وهي الناقة التي أتى عليها من يوم أرسل عليها الفحل عشرة أشهر وزال عنها

<<  <  ج: ص:  >  >>