ويرغبون في الآخرة ثم إنه بعد انقراضهم وانقراض خلفائهم يتغير الحال وينعكس الأمر ثم لا يزال الأمر في تناقص وإدبار إلى أن لا يبقى على الأرض من يقول: الله الله، فيرتفع ما كان الصدر الأول عليه وهذا هو المعبّر عنه هنا بالتناسخ فإن النسخ هو الرفع والإزالة. وهذا الحديث نحو قوله:"ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبل إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون" الحديث أخرجه مسلم (٥٠). وقوله (حتى يكون عاقبة أمرها مُلكًا) يعني أنهم يعدلون عن سنن النبيين وخلفائهم إلى الإقبال على الدنيا واتباع الهوى وهذه أحوال أكثر الملوك وأغلبهم بل كلهم الآن فأما من سلك سبيل الصدر الأول الذي هو زمان النبوة والخلافة من العدل واتباع الحق والإعراض عن الدنيا فهو من خلفاء الأنبياء وإن تأخر زمانه كعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إذ لم يكن بعد الخلفاء من سلك سبيلهم واقتدى بهم في غالب أحوالهم غيره لا جرم هو معدود منهم وداخل في زمرتهم إن شاء الله تعالى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في صفة جهنم [٥٢٧٥]، وابن ماجه في الزهد [٤٢٠٨]، وأحمد [٤/ ١٧٤ و ٥ ١٧].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٧٢٦٠ - (٠٠)(٠٠)(وحدثني إسحاق بن عمر بن سليط) بفتح السين وكسر اللام بوزن أمير الهذلي البصري، صدوق، من (١٠) روى عنه في (٤) أبواب (حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير وقد أدرك الجاهلية قال خطب عتبة بن غزوان وكان أميرًا على البصرة فذكر) إسحاق بن عمر (نحو حديث شيبان) بن فروخ فالمتابعة في مشايخ المؤلف.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عتبة بن غزوان رضي الله عنه فقال: