للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: "فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤيَةِ الْقَمَرِ لَيلَةَ البدْرِ، لَيسَ فِي سَحَابَةٍ؟ " قَالُوا: لَا. قَال: "فَوَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤيَةِ رَبِّكُمْ إِلا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤيةِ أَحَدِهِمَا. قَال: فَيَلقَى الْعَبْدَ فَيَقُولُ: أَي فُلْ، أَلَمْ أكرِمْكَ، وَأُسَوِّدكَ، وَأُزَوِّجكَ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبلَ، وَأَدركَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. قَال فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ

ــ

نشك فيه فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر) أي في ليلة أربع عشرة (ليس) ذلك القمر (في سحابة؟ قالوا لا) أي لا نضار في رؤيته فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فوالذي نفسي بيده) المقدسة (لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون) أي إلا ضررًا كضرركم (في رؤية أحدهما) إن كان الضرر عليكم في رؤية أحدهما (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فـ) ـذلك أن الله تعالى (يلقى العبد) بالنصب على المفعولية (فيقول) الله له (أي) حرف نداء (فل) أي يا فلان وهو ترخيم فلان ترخيمًا شاذًّا لأنه ليس بعلم، وقيل هو لغة في فلان ويجوز فيه وجهان الضم على لغة من لا ينتظر والفتح على لغة من ينتظر (ألم كرمك) وأُحسن إليك بنعمي (وأُسودك) أي أجعلك سيدًا على غيرك (وأُزوجك) أي أجعل لك زوجة (وأُسخر لك الخيل والإبل) لتركبهما (و) ألم (أذرك) أي ألم أدعك (ترأس) القوم أي تصير رئيسًا لهم (وتربع) أي وتأخذ منهم ربع الغنيمة وكان ملوك الجاهلية يأخذونه لأنفسهم.

وقوله (تربع) بفتح التاء والباء من باب فتح أي تأخذ منهم المرباع، وقال القاضي عياض: معناه تستريح وهو من قولهم اربع على نفسك أي ارفق بها، ورواه بعضهم (ترتع) بتاءين أي تتنعم وتأكل في سعة، وقال في المرقاة (أي فل) بسكون اللام وتفتح وتضم (وأُسوّدك) أي أجعلك سيدًا على غيرك (وأذرك ترأس) أي ألم أتركك تكون رئيس القوم وكبيرهم (وتربع) أي وتأخذ المرباع الذي كانت الملوك في الجاهلية تأخذه لنفسها وهو ربع الغنيمة، ويقال ربعه إذا أخذ ربع أمواله والمعنى ألم أجعلك ربعيًا مطاعًا، قال القاضي: والأوجه عندي أن معناه تركتك مستريحًا لا تحتاج إلى كلفة وطلب من قولهم اربع على نفسك أي ارفق بها كما مر آنفًا اهـ.

(فيقول) العبد (بلى) يا رب أكرمتني وسودتني وزوجتني وسخرت لي وجعلتني رئيسًا ربعيًا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيقول) له الرب جل وجلاله (أفظننت)

<<  <  ج: ص:  >  >>