للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنَّكَ مُلاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: فَإنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي. ثُم يَلْقَى الثانِي فَيَقُولُ: أَي فُلْ أَلَمْ أُكرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجكَ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيلَ وَالإِبِلَ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. أَي رَب. فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاقِي؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: فَإِني أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي. ثُمَّ يَلْقَى الثالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ وَصلَّيتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ. وَيُثْنِي بِخَيرِ مَا اسْتَطَاعَ، فَيَقُولُ: ههُنَا إِذًا.

قَال: ثُم يُقَالُ لَهُ: الآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيكَ

ــ

وعلمت في الدنيا (أنك ملاقيّ) أي ملاق أنت إياي في الآخرة (فيقول) العبد للرب (لا) أي ما ظننت أني ملاق إياك في الآخرة للمجازاة (فيقول) الرب له (فإني) اليوم (أنساك كما نسيتني) في الدنيا ونسيان الله لعبده صفة ثابتة لله تعالى نثبتها ونعتقدها لا نمثلها ولا نكيفها ولا نؤولها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أثرها قطع الرحمة (ثم يلقى) الرب جل جلاله العبد الآخر (الثاني) أي غير الأول (فيقول) له هذا الثاني (أي فل) أي يا فلان (ألم أكرمك وأُسودك وأزوجك وأُسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول) هذا العبد الثاني للرب جل جلاله (بلى) جعلتني كذلك وحصلت لي جميع ما ذُكر (أي رب) أي يا ربي (فيقول) الرب له أي لهذا العبد الثاني (أفظننت) في الدنيا (أنك ملاقيّ؟ فيقول) العبد الثاني (لا) أي ما ظننت لقائي إياك (فيقول) الرب له (فإني أنساك) اليوم (كما نسيتني) في الدنيا (ثم يلقى) المولى العبد (الثالث، فيقول) الله (له) أي لهذا العبد الثالث (مثل ذلك) أي مثل ما قال للعبدين الأوليين (فيقول) هذا العبد الثالث كذبًا (يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت) لك (وصمت وتصدقت) مالي يعني يقول هذا الثالث ذلك كذبًا فيدعي أنه كان مؤمنًا وهو كاذب (ويثني) هذا الثالث على نفسه (بخير) أي بعمل صالح بقدر (ما استطاع) الثناء عليها أي بما يستطيع من الكلمات الحسنة (فيقول) الرب له قف (ها هنا) أي في هذا الموقف (إذًا) أي إذ كذبت لنفسك ودافعت عنها وأنكرت كفرك حتى يشهد عليك جوارحك، قال الأبي: أي إذ جئت بهذه الدعوات فاثبت في مكانك حتى تفتضح في دعواك اهـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم يقال له) أي لهذا الثالث من جهة الله تعالى أي تقول له الملائكة (الآن) أي في هذا الزمن الحاضر (نبعث) أي نحضر ونقيم (شاهدنا عليك) أي شاهدًا يشهد لنا على

<<  <  ج: ص:  >  >>