عملك السيء (ويتفكر) هذا الثالث (في نفسه) أي في قلبه (من ذا الذي) أي من هذا الذي (يشهد عليّ) بعملي (فيُختم) أي يبكم (على فيه) أي على فمه ويخرس على لسانه فلا يقدر على الكلام والإنكار لعمله (ويقال) من جهة الله تعالى أي تقول الملائكة (لفخذه ولحمه وعظامه) أي لأعضاء هذا الثالث (انطقي) واشهدي بعمله السيء (فتنطق فخذه ولحمه وعظامه) أي تشهد عليه (بعمله) السيء (وذلك) الإشهاد عليه بعمله السيء (ليُعذر) الله أي ليقطع الله اعتذاره (عن نفسه) في عمله السيء، من الإعذار وهو إقامة الحجة على أحد بحيث لا يبقى له عذر، والهمزة فيه لسلب المأخذ والمعنى ليزيل الله تعالى عذره من قبل نفسه بكثرة ذنوبه وشهادة أعضائه عليه بحيث لم يبق له عذرًا يعتذر ويستمسك به اهـ نووي، وقيل المعنى ليصير ذا عذر في تعذيب نفس العبد اهـ مرقاة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وذلك) العبد الذي يشهد عليه جوارحه هو (المنافق) الخارج عن طاعة الله تعالى (وذلك) العبد الثالث اهـ دهني، هو (الذي يسخط الله عليه) ولا يعفو له لكذبه وكفره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود في السنة باب في الرؤية [٤٧٣٠]، وأحمد [٢/ ٢٩٣ و ٥/ ٥٣٤]، وابن حبان [٩/ ٢٥٩].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث أنس رضي الله عنهما فقال:
٧٢٦٣ - (٢٩٤٨)(١١٥)(حدثنا أبو بكر) محمد أو أحمد (بن النضر بن أبي النضر) هاشم بن القاسم الليثي البغدادي، ثقة، من (١١) روى عنه في (٧) أبواب (حدثني) جدي (أبو النضر هاشم بن القاسم) بن مسلم بن مقسم الليثي مولاهم البغدادي، ثقة، من (٩) روى عنه في (١٠) أبواب (حدثنا عبيد الله) بن عبد الرحمن (الأشجعي) أبو عبد الرحمن الكوفي البغدادي، ثقة، من (٩) روى عنه في (٦) أبواب (عن سفيان) بن سعيد (الثوري)