الله صلى الله عليه وسلم (فيُختم على فيه) أي على فمه (فيقال لأركانه) أي لأعضائه (انطقي) أي أخبريني بأعماله (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فتنطق) أي فتخبر أعضاؤه (بأعماله، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم يُخلى بينه) أي بين ذلك العبد (وبين الكلام) بلسانه أي يزال الختم عن فمه فيتكلم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيقول) ذلك العبد لأعضائه (بُعدًا لكُن) أي أبعدكن الله عن رحمته إبعادًا، وقوله (وسحقًا) أي هلاكًا أي أهلككن إهلاكًا معطوف على بُعدًا عطف رديف (فعنكن) أيتها الأعضاء كنت أناضل) أي أدافع وأجادل وأخاصم وأنتن تشهدن علي بعملي، من المناضلة وهو الرمي بالسهام يخاطب أعضاءه فيقول إنما كنت أريد أن أدفع عنكن النار وأنتن تشهدن علي باستحقاق النار. وفي النهاية: قوله (فبُعدا لكُنّ وسحقًا) أي هلاكًا ويجوز أن يكون من البُعد ضد القرب (وسحقًا) أي بُعدًا ومكان سحيق أي بعيد اهـ منه، وفي المرقاة: قوله (بُعدًا لكُن وسحقًا) بضم السين وسكون الحاء أي هلاكًا وهما مصدران ناصبهما مقدر والخطاب للأركان أي أبعدن وأسحقن، قوله (فعنكن) أي عن قبلكن ومن جهتكن ولأجل خلاصكن. قوله (ثم يخلى) أي يُرفع الختم من فمه اهـ منه.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب ستة أحاديث: الأول حديث أبي هريرة ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة، والثاني حديث سعد بن أبي وقاص ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة، والثالث حديث سعد الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث عتبة بن غزوان ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة وذكر فيه متابعتين، والخامس حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستدلال به على الجزء الرابع من الترجمة، والسادس حديث أنس بن مالك ذكره للاستشهاد والله سبحانه وتعالى أعلم.