يزيد لإبراهيم النخعي (أنها قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم). قوله (ما شبع آل محمد) صلى الله عليه وسلم أي أهل بيته من حرمه وخدمه من خبز شعير فمن البر من باب أولى. قوله (يومين متتابعين) أي بل إن حصل الشبع يومًا وقع الجوع يومًا بناء على ما اختاره - عليه السلام - حين عُرض عليه خزائن الأرض وأن يجعل له جبال مكة ذهبا فاختار الفقر قائلًا:"أجوع يومًا فأصبر، وأشبع يومًا فأشكر" لأن الإيمان نصفان نصفه شكر ونصفه صبر قاله ملا علي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا فقال:
٧٢٧٠ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي (عن عبد الرحمن بن عابس) بن ربيعة النخعي الكوفي، روى عن أبيه في الزهد، ويروي عنه (خ م دس ق) وسفيان وشعبة ورقبة بن مصقلة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والعجلي وابن نمير، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: ثقة، من الرابعة، مات سنة (١١٩) تسع عشرة ومائة (عن أبيه) عابس بموحدة مكسورة ثم مهملة بن ربيعة النخعي الكوفي، ثقة مخضرم، من (٢) روى عنه في (٢) بابين الحج والزهد، روى عن عمر في الحج وعن عائشة في الزهد (عن عائشة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة عابس بن ربيعة للأسود بن يزيد (قالت) عائشة (ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر فوق ثلاث) من الليالي، وفي الرواية ثلاثة أيام، قال الأبي: ولا منافاة لإلغاء المفهوم مع النص أعني المفهوم من فوق ثلاث لأن مفهومه يعطي أنهم شبعوا دونها ونصّ في الآخر أنهم لم يشبعوا يومين فلم يقع شبع بحال وهو دليل "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا" والقوت ما دون الشبع، والشبع ما لا تدعو النفس معه إلى زيادة، قال القاضي عياض: وجاءت هذه