الأغنياء يوم القيامة إلى) دخول (الجنة بأربعين خريفًا) أي عامًا (قالوا) أي قال أولئك الثلاثة (فإنا) إذًا (نصبر لا نسأل شيئًا) ويحتمل أن يكون عدد أربعين خريفًا في حديث الباب لبيان طول مدة دخولهم قبلهم لا للتحديد ولعل سبب تقدم الفقراء إلى الجنة ما عانوه أي ذاقوه في الدنيا من المتاعب والمضايق وشدائد الفقر وسبب تأخر الأغنياء عنهم في الدخول أنه يطول حسابهم بحسب ما أوتوا في الدنيا من النعم والزخارف ولأن الغنى ربما يوقع الإنسان في الآثام والذنوب من الفخر والعجب والخيلاء أعاذنا الله تعالى منها.
وقوله (أربعين خريفًا) والخريف فصل من الفصول الأربعة من السنة بين الصيف والشتاء كما جمعها بعضهم في بيت واحد فقال:
ربيع صيف من الأزمان ... خريف شتاء فخذ بياني
فهو من إطلاق الجزء وإرادة الكل لأن فصل الخريف إنما يأتي مرة في السنة.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات لكنه شاركه أحمد [٢/ ١٦٩]، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان [٢/ ٣٤].
قال القرطبي: هذا الحديث اختلفت ألفاظ الرواة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فروى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الحديث المتقدم، وروى الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام، رواه الترمذي [٢٣٥١]، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وروى أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل الفقراء الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام نصف يوم، رواه الترمذي [٢٣٥٣] وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفي طريق أخرى "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة عام" رواه الترمذي [٢٣٥٤]، وقال: حديث حسن صحيح، وروى أيضًا عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا" رواه الترمذي [٢٣٥٥] وقال: هذا حديث حسن صحيح، فاختلفت هذه الأحاديث في