القليل الذي لا مادة له، وقيل ثمود اسم رجل وكانت هذه القبيلة تنزل في وادي القرى إلى البحر والسواحل وأطراف الشام، وكانت أعمارهم طويلة وكانوا يبنون المساكن فتنهدم فاتخذوا من الجبال بيوتًا ينحتونها، ويقال كانت منازلهم أولا بأرض كوشي من بلاد عالج ثم انتقلوا إلى الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى اهـ عمدة القاري [٧/ ٣٧٧](لا تدخلوا) أيها المؤمنون (على) منازل (هؤلاء القوم المعذبين) يعني قوم ثمود (لا أن تكونوا) معتبرين بهم (باكين) عند مشاهدة ما أصابهم من العذاب عند عصيانهم خوفًا من وقوع مثله عليكم، وزاد أحمد في رواية "فإن لم تكونوا باكين فتباكوا" ذكره الحافظ في الفتح [٦/ ٣٨٠](فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم) أي في منازلهم (أن يصيبكم) بفتح الهمزة مفعول من أجله أي خشية أن يصيبكم أو كراهية أن يصيبكم (مثل ما أصابهم) من العذاب، قال الأبي: ومثال ديار ثمود منازل الظالمين لا تدخل إلا للاعتبار، قال عياض: ومن عرف تقصير نفسه وعظيم سلطان ربه لم يأمن فإنه لا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون، وفي هذا الحديث دلالة على أن منازل الأقوام المعذبة لا ينبغي أن يدخلها المرء إلا لضرورة أو للاعتبار اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع كثيرة منها في التفسير باب ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين [٤٧٠٢]، وأحمد [٢/ ٦٦ و ٩٦]، والبغوي [١٤/ ٣٦١].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
٧٢٨٨ - (٠٠)(٠٠)(حدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس) بن يزيد (عن ابن شهاب وهو) أي والحال أن ابن شهاب (يذكر الحجر) أي (مساكن ثمود) أي شأنها إذا دخلت فيها (قال) لنا (سالم بن عبد الله) بن عمر (إن