للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال زُهَيرٌ: "وَإِنَّ مِنَ الْهِجَارِ".

٧٣٠٩ - (٢٩٧١) (١٣٨) حدّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا حَفْصٌ، (وَهُوَ ابْنُ غِيَاثٍ)، عَنْ سُلَيمَانَ

ــ

أي ويكون في الصباح كاشفًا ستر الله عن نفسه بإخباره للناس سخرية وأضحوكة (قال زهير) بن حرب في روايته (وإن من الهجار) بتقديم الهاء على الجيم، وفي هذه الكلمة خمس روايات: الأولى (وإن من الإجهار) وهذه رواية الفارسي من أجهر الرباعي. والثانية (وإن من الجهار) وهي رواية ابن ماهان من جهر الثلاثي. والثالثة (وإن من المجاهرة) وهي رواية للبخاري من جاهر الرباعي، وكل من هذه الألفاظ الثلاثة صحيح لأن جهر وأجهر وجاهر بمعنى واحد. والرابعة (وإن الهجار) وهي رواية مسلم عن زهير ذكرها في آخر الحديث من الهجر بضم الهاء وسكون الجيم بمعنى الفحش والخنا أي الكلام الباطل، قال النووي: قيل إنها خلاف الصواب وليس كذلك بل هو صحيح ويكون الهجار لغة في الإهجار الذي هو الفحش والخنا والكلام الذي لا ينبغي، ويقال في هذا أهجر إذا أتى به كذا قال الجوهري وغيره اهـ منه، والصحيح هو الأول يعني من الهجر بمعنى الفحش. والخامسة (وإن من المجانة) وهي رواية للبخاري أيضًا من المجون بمعنى الهذيان والكلام الفاضي، وقد اختارها صاحب المشكاة وأنكرها ابن بطال وزعم أنه تصحيف لكن قال الحافظ في الفتح [١٠/ ٤٨٧] بل الذي يظهر رجحان هذه الرواية لأن الكلام المذكور بعده لا يرتاب أحد أنه من المجاهرة فليس في إعادة ذكره كبير فائدة، وأما الرواية بلفظ المجانة فتفيد معنى زائدًا وهو أن الذي يجاهر بالمعصية من جملة المجان (جمع مجنون) والمجانة مذمومة شرعًا وعرفًا اهـ منه، فالجملة خمس ثلاثة في مسلم واثنتان في البخاري.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الأدب باب ستر المؤمن على نفسه [٦٠٦٩].

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء التاسع من الترجمة وهو تشميت العاطس وكراهة التثاؤب بحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - فقال:

٧٣٠٩ - (٢٩٧١) (١٣٨) (حدثني محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي (حدثنا حفص وهو ابن غياث) بن طلق النخعي الكوفي، ثقة، من (٨) (عن سليمان) بن

<<  <  ج: ص:  >  >>