والحديث يشهد القول بأن النور جوهر لا عرض وهو الصحيح اهـ من الأبي (وخُلق الجان) قيل المراد به إبليس، وقيل جنس الجن وقيل الجان اسم لأبي الجن كما أن آدم - عليه السلام - أب لنوع البشر (من مارج من نار) وهو اللهب المختلط بالدخان فكانوا شرًّا محضًا والخير فيهم قليل اهـ أبي، وقيل المارج هو اللهب المختلط بسواد دخان النار اهـ تكملة، وهو الموافق لظاهر الحديث (وخُلق آم) أبوكم (مما وُصف) وذُكر (لكم) أي من العنصر الذي ذكره الله تعالى في كتابه وبينه لكم يعني من تراب، قال القرطبي: أي من تراب ثم صُيِّر طينًا ثم صُيّر فخارًا، والفخار الطين اليابس أي مما وصفه الله تعالى بقوله:{خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}[آل عمران: ٥٩] وبقوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤)} وبقوله: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} وفي الحديث "إن الله لما أراد خلق آدم - عليه السلام - أمر جبريل بقبض قبضة من جميع أجزاء تراب الأرض فأخذ من حزنها وسهلها وأحمرها وأسودها فجاء ولده كذلك".
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف من بين أصحاب الأمهات ولكنه شاركه أحمد [٦/ ١٥٣ و ١٦٨]، وابن حبان كما في الإحسان [٨/ ٩].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو أن الفأر مسخ من بني آدم بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - فقال:
٧٣١٩ - (٢٩٧٧)(١٤٤)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي (ومحمد بن المثنى العنزي) البصري (ومحمد بن عبد الله الرزي) بضم المهملة وكسر الزاي المشددة نسبة إلى الرز لغة في الأرز حب مقتات معروف، نُسب إليه لبيعه، أبو جعفر البصري، نزيل بغداد، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٧) أبواب (جميعًا عن) عبد الوهاب بن عبد المجيد (الثقفي) البصري، ثقة، من (٨)(واللفظ لابن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد) بن مهران المجاشعي أبو المنازل الحذاء البصري، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٥) بابا (عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة) - رضي الله عنه -. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو