يهود، فأسلم وقدم المدينة، ثم خرج إلى الشام فسكن حمص، حتى تُوفي بها سنة (٣٢) هـ في خلافة عثمان - رضي الله عنه -، وقد بلغ مائة وأربع سنين، وقد أخرج ابن سعد قصة إسلامه راجع لها الإصابة [٣/ ٢٩٨] وكان عالمًا بكتب بني إسرائيل وقصصهم (فقال) لي كعب (آنت) أي هل أنت (سمعته) أي سمعت هذا الحديث (من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت) له (نعم) سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال) لي كعب (ذلك) السؤال (مرارًا) أي مرات كثيرة يعني قوله آنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فـ (قلت) له لما أكثر السؤال عليّ (أأقرأ التوراة) بهمزة الاستفهام الإنكاري. وفي الرواية الآتية (أفأنزلت عليّ التوراة) أي لا علم عندي إلا ما سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم ولم أقرأ التوراة ولا غيرها ولا أُنزلت عليّ حتى أحدثكم عنها إنما أحدثك ما سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلِمَ تكرر عليّ السؤال عن ذلك؟ قال القاضي عياض: قوله (أأقرأ التوراة) هو استفهام إنكار أجاب به كعبًا حين استفهمه هل سمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمعنى لا علم عندي إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أنقله من التوراة ولا من غيرها من الكتب السابقة كما يُحدّث عنها كعب.
واستدل الحافظ في الفتح على أن الصحابي إن ذكر خبرًا لا يُدرك بالقياس والعقل فهو في حكم المرفوع، وقد وقع في مسند أحمد [٢/ ٥٠٧] أن أبا هريرة ذكر أن الفأر مما مُسخ ولم ينسبه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونسبه إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد سؤال كعب اهـ.
(قال إسحاق) بن إبراهيم (في روايته) لفظة (لا ندري) ولا نعلم (ما) ذا (فعلت) تلك الأمة المفقودة هل مُسخت أو أُهلكت بدل رواية غيره (لا يُدري ما فعلت).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في بدء الخلق باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال [٣٣٠٥]، وأحمد [٢/ ٢٣٤ و ٥٠٧]، والبغوي [١٢/ ٢٠٠].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - فقال: